نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 38
الطبيعة » [١] ، أي من مكان آخر غير مرئي لكنه قائم
على اتصال ما بهذا العالم ، وهذا الاتصال وإن بدا وكأنه مجهولا لا يخامر الحواس
الخارجية ، لكن العلم يعوّل عليه كثيراً عند الذهاب نحو التحقق من نوازع الإنسان ،
لكن إذا صح قول « جيمس » كان الذي يترتب عليها بلا شك هو البحث عن الوسيلة التي
يستقبل عبرها الإنسان هذه الميول من عوالم أُخرى ، ليس فقط الميول وإنما الآمال
أيضاً.
ويرى « كانت » في تبرير هذا الأمر عند
إحالته إلى إدراك الوجود ووعيه ، أنّ ثمة ارتباط ضروري غير طارئ ، محايث للوجود
زماناً ومكاناً ، يقول : « إنني بادراك وجودي ، وارتباطي بعوالم تعلوها عوالم ،
وبانساق أنساق إلى زمان لا حدود له من ذاتي المنظورة ، أرى أنني لست على ارتباط
عارض محض ، بل على ارتباط كوني ضروري » [٢].
ولا شك أيضاً أنّ هذا الإدراك موصل إلى
حقيقة ، ولهذه الحقيقة عمق في النفس « الذات البشرية » بين الفينة والأخرى تتصدع
الحجب دونها ، فتظهر غير عابئة بالطريق ، ويلهج بها اللسان ، أو يعبر عنها القلم ،
ولهذا الارتباط الكوني امتداد كما لهذا الامتداد رموز
[١] الدين والنفس ،
ضمن الإنسان والإيمان ، مرتضى المطهري ، منظمة الإعلام الإسلامي ، ط٢ ، ص٤٣.
[٢] نقد العقل
العملي ، عمانؤيل كانت ، أحمد شيباني ، دار اليقظة العربية ـ بيروت ٩٦٦ ، ص٦٢.
نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 38