نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 31
جوهره ومعناه
الحقيقي. وإن الذي يساعد على ذلك فيما يبدو ، نسق آخر من أنساق التفتيش خلف هذه
الحقيقة وسنجده هناك في عوالم النفس.
فثمة في عمق الإنسان ذلك التطلع نحو هدف
تنشده نفسه ، وعندما نتحدث عن الإنسان فإننا لا نحصره بعرق أو قومية أو دين إنما
عني منه مطلق الإنسان ، شريطة أن لا يكون فاقداً لقواه العاقلة الواعية. والهدف
الذي تنشده النفس في عمقها يكاد يكون على درجة عالية من الغموض ، ولعلّ هذا الغموض
من شأنه أن يجرفها نحو عدّة اتجاهات ، مع ملاحظة الاختلاف في طبائع البشر ، وشدّة
أو ضعف الأحاسيس إنّما في الغالب وفي نهاية المطاف تحمل تلبية الحاجة المستقرة في
أعماقها ، لأن الدأب والبحث سوف يصلا إلى تلبية لا بد منها ، تشعر معها النفس بشي
من الاطمئنان ، بخلاف ذلك الاضطراب والقلق.
يقول أريك فروم : « لا يوجد إنسان ليس
محتاجاً إلى دين ما ، ولا يريد تحديداً للاتجاه والموضوع الذي ينبغي له التعلق به
» [١] يريد بهذا
القول : إن الغرض الدفين في العمق الإنساني هو هدف يسير بالإنسان باتجاه تعلق من
نوع ما باتجاه نداء يسحبه من
[١] البحث النفسي
والدين ، أريك فروم : ضمن الإنسان والإيمان ، مرتضى المطهري ، منظمة الإعلام
الإسلامي ط٢ ، ص٤٣.
نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 31