نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 198
نعود الآن إلى موضوع العلم واختيار
الإمام عليّ عليهالسلام
لفئة من الناس وتركيزه عليها ليجعل منها قدوة صالحة ، لأن يكون منها الولاة
والعمال الذين يختارهم الإمام ليسلمهم مهام قيادية.
يقول عليهالسلام
: « إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية » [١]
، يعني أنّ الله أودع في الإنسان كل أساليب التربية ، وكل ما في الأمر أنه يحتاج
إلى المطر وإلى اختيار نوع المزروعات ، فالطفل تربة خصبة صالحة للزراعة ، وما عليك
إلاّ أن تتعهده بالعناية وتختار له المعلومات الحسنة الصالحة ، ويقول في وصيته
لابنه الحسن عليهالسلام
: »ابتدأتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك [٢]
، يعني وأنت شاب طري العود ، قادراً على تفهّم الأمور والفصل فيها قبل أن تستفحل
إلى شر ، فالشر كالشجرة الصغيرة ، تستطيع قلعها بسهولة وهي صغيرة طرية الأغصان
وقبل أن تمد جذورها عميقاً.
نحن في مدرسة الإمام عليّ عليهالسلام يجب أن نتفاعل مع
فكره ، ونغرف من نبعه ، ونروي ظمأنا من معينه ، ولم أتوسع في هذا الكتاب بذكر
فضائل الإمام عليّ عليهالسلام
فهي أكثر من أن تحصى ، ولكني ركّزت على قضية الإمامة وآمل أن أكون قد وفيت الموضوع
حقه أو بعض حقه ، وهل يمكن فهم قضية الإمامة دون العودة إلى أبي الأئمة؟