نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 180
« لا يقاس بآل محمد صلىاللهعليهوآله من هذه الأمة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت
نعمتهم عليه أبداً ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين إليهم يفيئ الغالي ، وبهم يلحق
التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة »
[١].
وإذا أردنا أن نبصر بعد ذلك طريقاً
نلتمس به رياض الإسلام وأنوار الكتاب والنبيّ ، فإن عليّ وآل البيت هم كما قال صلىاللهعليهوآله الأبواب ، وعلينا
أن نعرف شيئاً ونلقي سمع الأذن والفؤاد إلى قوله : « أريدكم لله وتريدوني لأنفسكم
» ، وإذا انتبه قارئ إلى هذه الجملة الآتية من كلامه ، وارتعد فؤاده لقراءتها ،
عرف طريقاً يسلكه إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
خارج متاهات الاستدلال على الإمام ، وفق طرق تغييبه التي اتبعت عند عامة من بحث
عنه على شروط توضع من أجل أن يتبؤا منصبه ، فلا شرط إذن سوى حكمة الله تعالى في
اصطناع أنبيائه لنفسه وبعثهم في الناس ، واطلاق الهداة الذين اختصهم فكانوا ممن
يلحق بهم التالي ، ولا يقاس بهم أحد.
وفي كلمة نختم بها هذا المبحث هنا ، هي
مثار تأمل لذي لب ، يقول عليهالسلام
لشخص امتحنه في أن جعله من عماله ، وتعبّر هذه المقولة عن ذروة معرفته بنفسه والحق
الذي هو عليه بتمامه وكماله : « لأضربنك بسيفي الذي ما ضربت به أحداً إلاّ دخل
النار » [٢].