نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 121
هنا ، تكون في مقام
الاعتراف بفضله سبحانه على الأمم ، وبالشكر له لما تفضل بإرسال رحمته التي وسعت كل
شي ببعث محمد صلىاللهعليهوآله
: (وما أرسلناك إلا رحمة
للعالمين)[١] فالرحمة
الإلهية المتجسدة بإرسال محمد صلىاللهعليهوآله
قد أفاضت على الناس ما يزيل عنهم ظلمات النسيان ، أو بحسب تعبير علي عليهالسلام : « أنَّ محمّداً رسول
الله المجتبى من خلائقه ، والمعتام لشرح حقائقه ، والمختص بعقائل كراماته ،
والمصطفى لكرائم رسالاته ، والموضحة به أشراط الهدى ، والمجلو به غربيب العمى »
[٢].
فإذا تبيّن لنا أن الله سبحانه يختار
الهداة من أنبياء ورسل وأئمة ، وعرفنا أنه بعد أن تقوم البيّنة على الناس في (
النبيّ الرسول الإمام ) ، بعون الله ومساعدته للناس والرسل معاً ، نقف بعد ذلك على
أن الحقيقة النبوية المحمدية قد استمدت عظمتها من عظمة خالقها ، فأبانت للناس طرق
الوصول إلى غاياتها ، وعرّفتهم كيف يكون الطريق إلى النجاة من مهاوي الردى ، وبعد
ذلك ينتصب الحق الإلهي الذي أظهر للناس بفضل وعون الله سبحانه ، فيكون العباد
الذين سوف ترث الأرض والغلبة لما يقوله سبحانه.
ولدينا هنا وقفة وهي أنّ هذه المعرفة
التي تنبغي للهادي على