responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 254
ذكرنا على عداوة قديمة بين عبد شمس وبين بني هاشم. فقديما كانت هناك عداوات بين حرب بن أمية وبين عبد المطلب بن هاشم. وفي عهد النبوة قدمت الدعوة رداء الأرحام كي تدخل تحته قريش لا فرق بين هذا وذاك. ولكن أبو سفيان لم ينصت لصوت الرحمة وحسد محمد صلى الله عليه وسلم وحاربه وبعد فتح مكة ظل الطريقان متباغضان وإن وقفوا على أرض واحدة. ولقد اتفق أن علي بن أبي طالب قتل جماعة كثيرة من بني عبد شمس في حروب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأكد هذا بغضهم لعلي وسنرى فيما بعد أن الأحداث تقر بذلك.

باختصار: كان هناك خوف وذعر وطلب ثأر. وكان هناك من استحدث سن علي بن أبي طالب. وكان هناك من خاف من شدة وطأته وشدته في دين الله. وكان هناك من يبغضه فقط لقربه من رسول الله. وكان هناك من كره اجتماع النبوة والخلافة في بيت واحد، وكان خلاص هؤلاء. أن تتداول الخلافة بين قبائل العرب وأن لا تقتصر على بيت مخصوص. فتكون لكل قبيلة وفقا لهذا التصور بابا مفتوحا يصل بهم إلى كرسي الخلافة. وهذا الطريق يقف في النهاية تحت مظلة يكون فيها مال الله دولا ودينه دخلا وعباده خولا. وهو الطريق الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم.

من هذا كله لا يمكن القول أن مجموعة الحرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا. تتحرك بدون خطة تمهد لها ثقافة، ولأن هذه الثقافة لا بد أن تنتشر بين عامة المسلمين. كان لا بد إما الكذب على رسول الله أو التلعب بكتاب الله وضرب بعضه ببعض. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن الكذب عليه واقع لا محالة. ولقد صرح في أكثر من مكان في حجة الوداع وقال: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " [1]، بل وكان يعلم من ربه بالخطة التي تضعها مجموعة الحرب لله ولرسوله. قال تعالى: (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية


[1]رواه البخاري وغيره (الصحيح 93 / 1).

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست