responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار من أجل الوفاق ومعرفة الحقيقة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 68
الرزق والعطاء فلا أحد يثق بأحد، ولا أحد ينجد أحداً، وكل واحد مرتبط بنفسه.

لقد ماتت الأحاسيس تماماً.

ولكن الأمة لم تخل من أبطال، لقد هال زيد بن الحسن الظلم فخرج، وقتل وصار بطلاً، تقر بذلك العيون والقلوب والعقول، ولكن الأصابع لم تكن تقوى على الإرشاد إليه، فكيف بالسيوف؟ وخرج الحسين بن علي ثائراً على الظلم، واستشهد هو وأصحابه، وتعدد الخارجون على الظلم وتتابعت قوافل الشهادة وهذا الطراز لم يكن له مطمع إلا تحدي الظالمين والشهادة والدعوة لمن يرتضيه الناس من آل محمد.

وهنا لك رجال مغامرون أدركوا أن الخليفة قد وصل إلى منصب الخلافة بالقوة والتغلب والقهر وجمع الأتباع، وها هو الخليفة ورجاله يتنعمون بما لذ لهم وطاب، ويرقصون فوق الجماجم والأشلاء، في الوقت الذي تشقى فيه الغالية من الناس، فما الذي يمنع أولئك المغامرين من أن يجمعوا الأتباع كما جمع الخلفاء ويعدوا القوة كما أعد الخلفاء، ويغصبوا منصب الخلافة كما غصبه الخلفاء، ثم يتنعمون بخيرات الدنيا كما تنعم الخلفاء!؟

من أجل هذا رفعوا شعار التشيع لأهل بيت النبوة لغايات استقطاب الناس حولهم، ورفعوا شعار مقاومة الظالمين وشرعية الخروج عليهم، مع أنهم لا يعرفون التشيع، ولا يؤمنون به، ولا يدرون تفاصيل قضية أهل بيت النبوة، ولا مطمع لهم إلا الملك بغض النظر عن الوسيلة التي يلجؤونها للوصول إليه، حتى إذا قبضوا على الخلافة صاروا أشد على أهل بيت النبوة من أسلافهم الذين سبقوهم إلى النار. أولئك مغامرون وجائعو سلطة، أرادوا المناجرة بكل ما يثير عطف الأمة، ويستقطبها من حولهم، وهم على استعداد لرفع أي شعار يحقق لهم هذا المطلب، سواء أكان التشيع لعلي أم التشيع لخليفة البطون.

* * *
نام کتاب : مساحة للحوار من أجل الوفاق ومعرفة الحقيقة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست