responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار من أجل الوفاق ومعرفة الحقيقة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 247
وماذا فعل الرسول بالمسلمين الذين تأمروا على قتله بعد عودته من غزوة تبوك؟ وماذا فعل ببطون قريش عندما دخل عاصمة الشرك فاتحاً؟ وماذا فعل لعمر بن الخطاب وزعماء بطون قريش عندما دخلوا عليه داره وحالوا بينه وبين كتابة ما يريد، وقالوا له: أنت تهجر ولا حاجة لنا بوصيتك، لأن القرآن يكفينا؟ هذه بعض مواقف نظام حكم النبي من المعارضة [1].

وماذا فعل الإمام علي بالخوارج؟ كانوا يشتمونه ويتهمونه بالكفر، ويتحرشون به. وكان أصحاب الإمام يتميزون غضباً من تصرفاتهم، ولكن الإمام اتسع بهم، وأمر أصحابه بأن يتركوهم ليقولوا ما يشاؤون، حتى إذا أفسدوا في الأرض أو قاتلوا تحرك الإمام ليوقف فسادهم، وليضع حداً لقتالهم. لهم يقاتلهم لأنهم يعارضونه، إنما قاتلهم لأنهم تجاوزوا منطق المعارضة إلى منطق الإفساد، لم يحاربهم انتقاماً إنما حاربهم استصلاحاً لهم. وماذا فعل الإمام علي بعائشة وطلحة والزبير؟ لقد أعاد عائشة معززة مكرمة وحتى لا يردعها أمر النساء بأن تلبس لباس العسكر وترافق أم المؤمنين الخارجة عليه إلى مقر إقامتها في المدينة، وأرسل معها أخاها محمداً بن أبي بكر! وماذا فعل الإمام علي للأمويين الذين انخرطوا في جيش عائشة وطلحة والزبير، ألم يكن مروان بن الحكم أحد قادة هذا الجيش؟ لقد تركه الإمام وعاش مروان حتى تسلم الخلافة وجعلها ملكاً له ولعقبه من بعده!

هذه مواقف من دولة الإيمان مع المعارضة، وصور تعامل الحكم الإسلامي معها.

موقف خلفاء البطون من المعارضة

بالقوة والتغلب والقهر قبضت بطون قريش وحلفاؤها على منصب الخلافة وكان النبي على فراش الموت، وطلبت من الناس أن يبايعوا الخليفة الذي اختارته البطون. لم يكن أمام الناس من خيار سوى المبايعة أو الموت! إما المبايعة أو غضب السلطة وجبروتها لما علم الإمام علي بما فعلت البطون احتج عليهم بالدين


[1]وقد وثقنا ذلك في كتابنا المواجهة.

نام کتاب : مساحة للحوار من أجل الوفاق ومعرفة الحقيقة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست