روي عن أبي حمزة محمد بن يعقوب ، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) ، قال : سئل علي بن الحسين(عليه السلام) عن كثرة بكائه فقال : لا تلوموني ، فإن يعقوب(عليه السلام) فقد سبطاً من ولده فبكى حتى ابيضَّت عيناه من الحزن ولم يعلم أنه مات ، وقد نظرت إلى أربعة عشر رجلا من أهل بيتي يذبحون في غداة واحدة ، فترون حزنهم يذهب من قلبي أبداً[1]؟ .
وقد عرف عنه(عليه السلام) أنه ما فتر عن البكاء على قتلى الطف ، وقد أخذ البكاء منه مأخذه ، فما كان يتهنَّى بطعام أو شراب لتذكّره عطش الإمام الحسين (عليه السلام)وغربته .
وقال اليعقوبي في تاريخه : وروى بعضهم أن علي بن الحسين (عليه السلام) لم ير ضاحكاً قط منذ قتل أبوه(عليه السلام) ، إلاَّ في ذلك اليوم ـ أي اليوم الذي جيء فيه برأس الشقيّ عبيدالله بن زياد لعنه الله ـ وأنه كان له إبل تحمل الفاكهة من الشام ، فلمَّا أتي برأس عبيدالله بن زياد أمر بتلك الفاكهة ففرِّقت بين أهل المدينة ، وامتشطت نساء آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) واختضبن ، وما امتشطت امرأة ولا اختضبت منذ قتل الحسين بن علي(عليهما السلام)[2] .
قال المسعودي : قدم الكميت رحمه الله تعالى المدينة فأتى أبا جعفر محمد بن
[1] تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 41/386 ، تهذيب الكمال ، المزي : 13/247 .