قال ابن الجوزي : ولمَّا أسلم وحشي قاتل حمزة قال له النبي(صلى الله عليه وآله) : غيِّب وجهك عنّي ، فإني لا أحبُّ أن أرى قاتل الأحبة ، قال هذا والإسلام يجبُّ ما قبله ، فكيف بقلبه(صلى الله عليه وآله) أن يرى من ذبح الحسين(عليه السلام) ، وأمر بقتله وحمل أهله على أقتاب الجمال[2] .
وقد روي عن عبدالله بن مسعود ، قال : ما رأينا رسول الله(صلى الله عليه وآله) باكياً قط أشدَّ من بكائه على حمزة بن عبد المطلب لما قتل[3] . فكيف به إذن لو نظر إلى سبطه الحسين(عليه السلام) شلواً مبضَّعاً ، وقد وزَّعته الأسنَّة ، لكان حاله بلا شك أشد من حاله يوم مقتل حمزة بن عبد المطلب ، وكما قال الشاعر :
لو أنَّ رسولَ اللهِ يَبْعَثُ نَظْرَةً
لَرُدَّت إلى إنْسَانِ عَيْن مؤَرَّقِ
وَهَانَ عليه يومُ حمزةَ عَمِّهِ
بيومِ حسين وهو أعظمُ ما لقي
ونال شجىً من زينب لَمْ يَنَلْهُ من
صفيَّةَ إذْ جاءت بدَمْع مُرَقْرَقِ
فكم بَيْنَ مَنْ للخِدْرِ عادت مصونةً
وَمَنْ سيَّروها في السبايا بجلّقِ
المجلس الثالث والعشرون
فيما جرى على العلويين في أيام المنصور
والرشيد والمتوكّل من القتل والاضطهاد
قالت أسماء بنت عميس رضي الله عنها محتجَّةً على هذه الأمة التي سفكت
[1] نظم هذه القصيدة جاء بطلب منا أيضاً من الخطيب الشيخ المنصوري فجزاه الله خير الجزاء على مساعيه النبيلة .