جاء في بعض زيارات أئمة أهل البيت(عليهم السلام) : فهل المحن يا ساداتي إلاَّ التي لزمتكم ، والمصائب إلاَّ التي عمَّتكم ، والفجائع إلاَّ التي خصَّتكم ، والقوارع إلاَّ التي طرقتكم ، صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسامكم ورحمة الله وبركاته ، بأبي وأمي يا آل المصطفى ، إنّا لا نملك إلاَّ أن نطوفَ حولَ مشاهِدكم ، ونُعزّي فيها أرواحَكم ، على هذه المصائب العظيمة الحالّة بفنائكم ، والرزايا الجليلة النازلة بساحتكم ، التي أثبتت في قلوب شيعتِكم القروح ، وأورثت أكبادَهم الجروح ، وزرعت في صدورِهم الغُصص ، فنحن نُشهِدُ الله أنّا قد شاركنا أولياءَكم وأنصارَكم المتقدِّمين ، في إراقة دماء الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقتلة أبي عبدالله سيِّد شباب أهل الجنة يوم كربلاء ، بالنيَّات والقلوب ، والتأسُّف على فوت تلك المواقف ، التي حضروا لنصرتكم ، والله وليّي يُبلِّغكم منّي السلام[2] .
فَيَا وَقْعَةً لَمْ يُوْقِعِ الدَّهْرُ مِثْلَها
وَفَادِحَةً تُنْسَى لديها فَوَادِحُهْ
مَتَى ذُكِرَتْ أَذْكَتْ حَشَى كُلِّ مؤمن
بِزَنْدِ جَوَىً أَوْرَاهُ لِلْحَشْرِ قَادِحُهْ
روي عن ثابت بن أبي صفية ، قال : نظر علي بن الحسين سيِّد العابدين ـ صلَّى الله عليه ـ إلى عبيدالله بن عباس بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) فاستعبر ، ثمَّ قال : ما من يوم أشدّ على رسول الله(صلى الله عليه وآله) من يوم أحد ، قُتل فيه عمّه حمزة بن عبد
[1] رياض المدح والرثاء ، الشيخ حسين القديحي : 510 .