قال السيد ابن طاووس عليه الرحمة في اللهوف : وسار ابن سعد بالسبي المشار إليه ، فلمَّا قاربوا الكوفة اجتمع أهلها للنظر إليهن .
قال الراوي : فأشرفت امرأة من الكوفيات فقالت : من أيِّ الأسارى أنتنَّ؟ فقلن : نحن أُسارى آل محمد(صلى الله عليه وآله) فنزلت المرأة من سطحها ، فجمعت لهن ملاء وأزراً ومقانع ، وأعطتهن فتغطَّين .
قال الراوي : وكان مع النساء علي بن الحسين(عليه السلام) قد نهكته العلّة ، والحسن بن الحسن المثنى ، وكان قد واسى عمَّه وإمامه في الصبر على ضرب السيوف وطعن الرماح ، وإنما ارتثّ وقد أُثخن بالجراح .
وروى مصنف كتاب المصابيح أن الحسن بن الحسن المثنى قَتَلَ بين يدي عمّه الحسين(عليه السلام) في ذلك اليوم سبعة عشر نفساً ، وأصابه ثمانية عشر جراحة ، فوقع فأخذه خاله أسماء بن خارجة ، فحمله إلى الكوفة وداواه حتى برىء وحمله إلى المدينة .
وكان معهم أيضاً زيد وعمر ، ولدا الحسن السبط(عليهم السلام) ، فجعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون ، فقال علي بن الحسين(عليه السلام) : تنوحون وتبكون مِن أجلِنا فمَن ذا الذي قتلنا؟[1]
قال العلامة المجلسي عليه الرحمة : رأيت في بعض الكتب المعتبرة روي مرسلا عن مسلم الجصاص قال : دعاني ابن زياد لإصلاح دار الأمارة بالكوفة ،