النبي(صلى الله عليه وآله) بمقتل الحسين(عليه السلام)
جاء في كتاب المزار للمشهدي عليه الرحمة في بعض الزيارات الشريفة : وأشهد أنكم قد وفيتم بعهد الله وذمّته ، وبكلِّ ما اشترطه عليكم في كتابه ، ودعوتم إلى سبيله ، وأنفدتم طاقتكم في مرضاته ، وحملتم الخلائق على منهاج النبوة ومسالك الرسالة ، وسرتم فيه بسيرة الأنبياء ، ومذاهب الأوصياء ، فلم يُطع لكم أمر ، ولم تَصغِ إليكم أذنٌ ، فصلوات الله على أرواحكم وأجسادكم[1] .
وفي ذلك يقول بعض الشعراء :
تَتَبَّعُوكم وَرَامُوا مَحْوَ فَضْلِكُمُ
وخيَّبَ اللهُ مَنْ في ذَلِكُم طَمِعَا
أنَّى وفي الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ ذِكْرُكُمُ
لدى التشهُّدِ للتوحيدِ قَدْ شَفَعا
روى أبو بصير ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : سمعته يقول : بينا الحسين (عليه السلام)عند رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذ أتاه جبرئيل فقال : يا محمد ، أتحبُّه؟ قال : نعم ، قال : أما إن أمتك ستقتله ، فحزن رسول الله لذلك حزناً شديداً ، فقال جبرئيل : أيسرُّك أن أريك التربة التي يُقتل فيها؟ قال : نعم ، قال : فخسف جبرئيل ما بين مجلس رسول الله إلى كربلا حتى التقت القطعتان هكذا ـ وجمع بين السبّابتين ـ فتناول بجناحيه من التربة ، فناولها رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ثم دُحيت الأرض أسرع من طرف العين ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : طوبى لك من تربة ، وطوبى لمن يُقتل فيك .
وعن أنس بن مالك أن عظيماً من عظماء الملائكة استأذن ربَّه عزَّ وجلَّ في