responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة نویسنده : آل درويش، عبد الله ابن الحاج حسن    جلد : 1  صفحه : 278

فرغت من مناسك الحج فاجعل طريقك على المدينة ، فإذا أتيت المدينة فأنزل ابنتي على بابها فستدرج وتمشي ، فامش أنت وزوجتي خلفها حتى تقف على باب دار عالية ، فتلك الدار دارنا ، فتدخل البيت وليس فيها إلاّ نساء وكلّهن أرامل .

ثمَّ قضى(عليه السلام) نحبه فغسَّله وحنَّطه وكفَّنه ودفنه ، ولله درّ الحجة الشيخ علي الجشي عليه الرحمة إذ يقول :

وَقَضَى غريباً نازحاً عن دَارِهِ نفسي فِدَا النَّائي الغريبِ القَاسِمِ
يا ميِّتاً من هاشم مَا سَارَ مِنْ خَلْفِ السريرِ له يشيِّعُ هَاشِمي
يا ثاوياً في أَرْضِ بَاخمرا سَقَى تلك المَرَابِعَ فيك صَوْبُ غَمَائِمِ
ويتيمةُ النائي المشرَّدِ يَثْرِباً قَدِمَتْ ولكنْ لا ببهجةِ قَادِمِ
أَتُسَرُّ فاقدةٌ تَؤُمُّ فَوَاقِداً مِنْ بَعْدِ عزٍّ لم تَجِدْ مِنْ رَاحِمِ
مَحْنِيَّةُ الأضلاعِ داميةُ الحَشَى تسعى كعالمة لِدَارِ الكاظمِ
وبأَدْمُع حُمْر بكت لمعالم مهجورة بينَ الديارِ قَوَاتِمِ
لهفي على تلك المَعَالِمِ غُلِّقَتْ أبوابُها وبها غَنَاءُ الْعَادِمِ
وَسَفَى على أَعْتَابِها السافي وَقَدْ كانت تُقَبِّلُها شِفَاهُ اللاَّثِمِ
عَنْها نَأَتْ تلك الكِرَامُ فَمَا بِها إلاَّ أَرَامِلُ أو يتامى هاشمي[1]

قال : فلما صار وقت الحج حجَّ هو وابنته وابنة القاسم ، فلمَّا قضوا مناسكهم جعلوا طريقهم على المدينة ، فلمَّا وصلوا إلى المدينة أنزلوا البنت عند بابها على الأرض ، فجعلت تدرج والشيخ يمشي خلفها إلى أن وصلت إلى باب الدار فدخلت ، فبقي الشيخ وابنته واقفين خلف الباب ، وخرجن النساء إليها واجتمعن حولها ، وقلن : من تكونين؟ وابنة من؟ فلمَّا قلن لها النساء : ابنة من تكونين؟ لم تجبهم إلاَّ بالبكاء والنحيب ، فعند ذلك خرجت أم القاسم ، فلمَّا نظرت إلى شمائلها


[1] ديوان العلامة الجشي : 368 ـ 369 .

نام کتاب : المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة نویسنده : آل درويش، عبد الله ابن الحاج حسن    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست