كأني بالقصور وقد شيدت حول قبر الحسين(عليه السلام) ، وكأني بالأسواق قد حفّت حول قبره ، فلا تذهب الأيام والليالي حتى يسار إليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان .
ولله درّ الحجّة الشيخ فرج العمران عليه الرحمة إذ يقول :
وعن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) في حديث طويل قال : قلت له : فما لمن أقام عنده ـ يعني الحسين(عليه السلام)؟ قال : كل يوم بألف شهر ، قال : فما للمنفق في خروجه إليه والمنفق عنده؟ قال : درهم بألف درهم[2] .
وعن قدامة بن زائدة ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين(عليه السلام) ، عن زينب بنت علي(عليه السلام) ، عن أم أيمن ، قالت في حديث طويل عن النبي(صلى الله عليه وآله) قال : أتى جبرئيل فأومى إلى الحسين(عليه السلام) وقال : إن سبطك هذا مقتول في عصابة من ذريتك وأهل بيتك وأخيار من أمتك ، بضفة الفرات ، بأرض تُدعى كربلاء ، من أجلها يكثر الكرب والبلاء على أعدائك وأعداء ذرّيّتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تُفنى حسرته ، وهي أطهر بقاع الأرض وأعظمها حرمة ، وإنها لمن بطحاء الجنة .
وروى محمد بن سنان ، عمّن حدثه ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : خرج أمير المؤمنين(عليه السلام) يسير بالناس ، حتى إذا كان من كربلاء على مسيرة ميل أو ميلين فتقدَّم بين أيديهم حتى إذا صار بمصارع الشهداء قال : قُبض فيها مائتا نبي ، ومائتا