جاء في كتاب المزار للمشهدي عليه الرحمة في بعض الزيارات الشريفة : وأشهد أنكم قد وفيتم بعهد الله وذمّته ، وبكل ما اشترطه عليكم في كتابه ، ودعوتم إلى سبيله ، وأنفدتم طاقتكم في مرضاته ، وحملتم الخلائق على منهاج النبوة ومسالك الرسالة ، وسرتم فيه بسيرة الأنبياء ، ومذاهب الأوصياء ، فلم يُطع لكم أمر ، ولم تَصغ إليكم أذنٌ ، فصلوات الله على أرواحكم وأجسادكم[1] .
رِجَالُهُمُ صَرْعَى وأسرٌ نساؤُهُمْ
وأطفالُهُمْ في السبيِ تشكو حِبَالَها
وقال آخر :
ورد الحسينُ إلى العراقِ فَضنَهم
تركوا النفاقَ إذا العراقُ كماهيه
ما ذاق طعمَ فُراتِهم حَتى قضى
عطشاً وغُسل بالدِماءِ القانية
قال الشيخ المفيد عليه الرحمة : ثمّ سار(عليه السلام) حتى مرّ ببطن العقبة ، فنزل عليها ، فلقيه شيخ من بني عكرمة يقال له : عمر بن لوذان ، فسأله : أين تريد؟ فقال له الحسين (عليه السلام) : الكوفة ، فقال الشيخ : أنشدك الله لمّا انصرفت ، فوالله ما تقدم إلاَّ على الأسنّة وحدِّ السيوف ، وإن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال ووطَّاؤا لك الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأياً ، فأمّا على هذه الحال التي تذكر فإني لا أرى لك أن تفعل ، فقال له : يا عبدالله ، ليس يخفى عليَّ الرأي ، ولكن الله تعالى لا يُغلب على أمره .
ثمَّ قال(عليه السلام) : والله لا يدعونني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإذا