جاء في الزيارة الناحية الشريفة : السلامُ عليكَ ، سلامَ العارفِ بُحرْمَتِك ، الُمخلِصِ في ولايتِكَ ، المتقرِّبِ إلى الله بمحبَّتِكَ ، البري من أعدائِكَ ، سَلاَمَ مَنْ قَلبُه بمُصابِك مقروحٌ ، ودمعُه عند ذِكرك مسفوحٌ ، سلامَ المفجوعِ المحزونِ ، الوالَهِ المستكينِ ، سلامَ مَنْ لو كان معك بالطفوفِ لو قاك بنفسهِ حَدَّ السيوفِ ، وَبذلَ حُشَاشَته دونَكَ للحُتوف ، وجاهدَ بينَ يديك ، ونَصرك على من بغى عليك ، وفداك بروحهِ وجسدهِ ، وماله وولدهِ ، وروحُهُ لروحِك فداءٌ ، وأهلُه لأهلكِ وقاء ، فلئن أخَّرتني الدهورُ ، وعاقني عن نَصرك المقدورُ ، ولم أكن لمن حاربك محارباً ، ولمن نَصب لك العداوةَ مُناصباً ، فلأند بنَّكَ صباحاً ومساءً ، ولأبكينَّ عليك بَدلَ الدموع دَماً ، حسرةً عليك ، وتأسُّفاً على مَا دَهاك وتلهُّفاً ، حتى أموت بلوعةِ المُصابِ ، وغُصَّةِ الاكتئاب[2] .
قال الراوي : وبلغ أهل الكوفة هلاك معاوية ، فأرجفوا بيزيد ، وعرفوا خبر الحسين(عليه السلام) وامتناعه من بيعته ، وما كان من أمر ابن الزبير في ذلك ، وخروجهما إلى مكة ، فاجتمعت الشيعة بالكوفة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي ، فذكروا هلاك معاوية فحمدوا الله وأثنوا عليه ، فقال سليمان : إن معاوية قد هلك ، وإن