responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مأساة الزهراء عليها السلام نویسنده : العاملي، جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 343

السهل أن يقبل الناس بإخراج الزهراء من بيتها، ومنعها من إظهار الحزن، ومن الجهر بالمظلومية، لأن ذلك ظلم آخر أشد أذى، وأعظم تأثيرا وخطرا، وأصرح دلالة على مدى الظلم الذي تعاني منه عليها السلام.

ومما يزيد في وضوح ذلك أن الناس سيرون: أن كل ما جرى عليها إنما كان بمجرد وفاة أبيها، فبدلا من المواساة، ومحاولة تخفيف المصاب عليها وهي الوحيدة لأبيها وسيدة نساء العالمين، تجد نفسها أمام مصاب أمر وأدهى، وهو أن من يعتبرون أنفسهم من اتباع هذا الدين، ويعترفون بنبوة أبيها، ويفترض فيهم أن يعظموه ويوقروه، ويقدسوه إن هؤلاء قد بلغ بهم الظلم حدا ضيقوا فيه حتى على أقرب الناس إليه وهي ابنته وهي امرأة لها عواطفها، ومنعوها من إظهار الحزن على أب فقدته حرصا على عدم الجهر بظلمهم لها.

النهي عن النوح بالباطل لا عن البكاء:

قال ابن إسحاق في غزوة أحد: ومر رسول الله (ص) ـ حين رجع إلى المدينة ـ بدور من الأنصار، فسمع بكاء النوائح على قتلاهم، فذرفت عينا رسول الله (ص) ثم قال: لكن حمزة لا بواكي له.

فأمر سعد بن معاذ، ويقال: وأسيد بن حضير نساء بني عبد الأشهل: أن يذهبن ويبكين حمزة أولا، ثم يبكين قتلاهن.

فلما سمع (ص) بكاءهن، وهن على باب مسجده أمرهن بالرجوع، ونهى (ص) حينئذ عن النوح، فبكرت إليه نساء الأنصار، وقلن: بلغنا يا رسول الله، أنك نهيت عن النوح، وإنما هو شئ نندب

نام کتاب : مأساة الزهراء عليها السلام نویسنده : العاملي، جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست