responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب سليم بن قيس الهلالي نویسنده : سليم بن قيس الهلالي    جلد : 1  صفحه : 420

الجواب عن قضية صلاة أبي بكر عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله

قال أبان: قلت: يا أبا سعيد، أليس أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر أن يصلي بالناس؟

فقال: أين يذهب بك يا أبان؟ إن عليا عليه السلام لم يكن مع الناس الذين أمر أبا بكر أن يصلي بهم، وإنما كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يمرضه ويوصي إليه ويصلي بصلاته. ثم لم يتم ذلك لأبي بكر، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فأخر أبا بكر وصلى بالناس. [1]


(1). في (ب) هكذا: والله لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فأخر أبا بكر عن المحراب فصلى بالناس.

روي في البحار: ج 28 ص 110 طبع قديم ص 25 عن حذيفة بن اليمان أنه قال عند ذكر وقائع الأيام الأخيرة من عمر رسول الله صلى الله عليه وآله: كان بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله يؤذن بالصلاة في كل وقت صلاة: فإن قدر على الخروج تحامل وخرج وصلى بالناس وإن هو لم يقدر على الخروج أمر علي بن أبي طالب عليه السلام فصلى بالناس وكان علي بن أبي طالب عليه السلام والفضل بن العباس لا يزايلانه في مرضه ذلك.

فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله من ليلته تلك - التي قدم فيها القوم الذين كانوا تحت يد أسامة - أذن بلال ثم أتاه يخبره كعادته، فوجده قد ثقل، فمنع من الدخول إليه. فأمرت عائشة صهيبا أن يمضي إلى أبيها فيعلمه:

(أن رسول الله قد ثقل في مرضه وليس يطيق النهوض إلى المسجد وعلي بن أبي طالب قد شغل به وبمشاهدته عن الصلاة بالناس. فاخرج أنت إلى المسجد فصل بالناس فإنها حال تهنئك وحجة لك بعد اليوم)!

قال: فلم تشعر الناس - وهم في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وآله أو عليا عليه السلام يصلي بهم كعادته التي عرفوها في مرضه - إذ دخل أبو بكر المسجد وقال: (إن رسول الله قد ثقل وقد أمرني أن أصلي بالناس) فقال له رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: وأنى لك ذلك وأنت في جيش أسامة، ولا والله لا أعلم أحدا بعث إليك ولا أمرك بالصلاة.

ثم نادى الناس بلال، فقال: على رسلكم رحمكم الله لأستأذن رسول الله في ذلك. ثم أسرع حتى أتى الباب فدقه دقا شديدا، فسمعه رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: ما هذا الدق العنيف؟ فانظروا ما هو؟ قال: فخرج الفضل بن العباس ففتح الباب فإذا بلال. فقال: ما وراءك يا بلال؟ فقال: إن أبا بكر قد دخل المسجد وقد تقدم حتى وقف في مقام رسول الله وزعم أن رسول الله أمره بذلك. فقال: أوليس أبو بكر مع جيش أسامة؟ هذا هو والله الشر العظيم، طرق البارحة المدينة لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك.

ودخل الفضل وأدخل بلالا معه، فقال: ما وراءك يا بلال؟ فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله الخبر. فقال: (أقيموني، أقيموني، أخرجوا بي إلى المسجد. والذي نفسي بيده قد نزلت بالإسلام نازلة وفتنة عظيمة من الفتن). ثم خرج معصوب الرأس يتهادى بين علي عليه السلام والفضل بن العباس ورجلاه يجران في الأرض حتى دخل المسجد وأبو بكر قائم في مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أطاف به عمر وأبو عبيدة وسالم وصهيب والنفر الذين دخلوا، وأكثر الناس قد وقفوا عن الصلاة ينتظرون ما يأتي بلال. فلما رأى الناس رسول الله صلى الله عليه وآله قد دخل المسجد وهو بتلك الحالة العظيمة من المرض أعظموا ذلك.

وتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله فجذب أبا بكر من وراءه فنحاه عن المحراب، وأقبل أبو بكر والنفر الذين كانوا معه فتواروا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله. وأقبل الناس فصلوا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وهو جالس وبلال يسمع الناس التكبير حتى قضى صلاته. ثم التفت فلم ير أبا بكر، فقال: (يا أيها الناس، ألا تعجبون من ابن أبي قحافة وأصحابه الذين أنفذتهم وجعلتهم تحت يدي أسامة وأمرتهم بالمسير إلى الوجه الذي وجهوا إليه، فخالفوا ذلك ورجعوا إلى المدينة ابتغاء الفتنة؟ ألا وإن الله قد أركسهم فيها).

نام کتاب : كتاب سليم بن قيس الهلالي نویسنده : سليم بن قيس الهلالي    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست