responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) نویسنده : العلوي، السيد عادل    جلد : 1  صفحه : 52
وبيّن أنّ المراد من خلق الإنسان هو تكامل هذا الإنسان[1]، وإنّ هذا التكامل لا يتمّ إلاّ بالرحمة والعلم والعبادة فيصير الإنسان خليفة الله تعالى في الأرض ويكون مظهراً لأسمائه وصفاته وقال تعالى:

{إنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً}[2].

وهذه الخلافة هي خلافة الأسماء والصفات[3].

فالخلافة تارةً تكون مادّية واُخرى أخلاقية، وخلافة الإنسان لله تعالى هي من القسم الثاني ونسمّيها بخلافة الأسماء والصفات لأنّ الله تعالى ذات محيطة بكلّ شيء ولا يحاط به، فمعرفة ذاته محال، بل تقود إلى الحيرة والضلال كما ورد في الحديث الشريف[4]، إلاّ أنّ لنا أن نعرفه من خلال أسمائه وصفاته، وأمرنا الشارع بذلك فلنا أن نتفكّر بصفاته الذاتية والفعلية وكونه عالماً وقادراً وحيّاً، وأنّ


[1] إشارة إلى الآية القرآنية الكريمة (وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنسَ إلاَّ لِـيَعْبُدُونِ) (الذاريات: 56)، ومن تفاسير كلمة (ليعبدون) أي ليعرفون، فإنّ المعرفة هي أساس العبادة لأنّ «أوّل الدين معرفته» وبالمعرفة يتكامل الإنسان.

[2] البقرة: 30، (وَإذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً)، وفي الآية 36 من سورة ص ما يدلّ على الخلافة الإلهية.

[3] مراده من خلافة الأسماء والصفات هو التخلّق بأخلاق الله تعالى كما ورد في الحديث الداعي إلى التخلّق بأخلاق الله تعالى وعكس صفاته وأسمائه فيكون الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يحمل كلّ صفات الله تعالى فاستحقّ أن يكون خليفته في ذلك.

[4] إشارة إلى الحديث الشريف: «عن أبي جعفر (عليه السلام): تكلّموا في خلق الله ولا تتكلّموا في الله، فإنّ الكلام في الله لا يزداد صاحبه إلاّ تحيّراً» الكافي، الجزء الأوّل، باب التوحيد.

نام کتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) نویسنده : العلوي، السيد عادل    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست