responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) نویسنده : العلوي، السيد عادل    جلد : 1  صفحه : 30
لإخلاصه، لأنّه تعلّم وعمل لله تعالى لا للرياء والجدل والاستطالة على الناس، فهو عظيم عند ربّه وإن كان مستضعفاً عند أهل الأرض، فبناءً على هذا لا بدّ لنا من إنصاف أهل العلم والعمل الخالص، ولا بدّ من تعظيمهم وعلى رأسهم سادتهم وأئمّتهم معدن العلم ومهبط الوحي (عليهم السلام)، ومن يسير على نهجهم سيّما أولادهم الذين عكسوا ذواتهم كزينب الكبرى، فلنعرف زينب بصفاتها الجمالية وذلك من خلال ما ورد في حقّها وشأنها.

سؤال غبي:

هناك من يسأل هذا السؤال النابع من جهل السائل والذي ينمّ عن سطحيّة عقله ووهن رأيه، فيقول: (لماذا هذا الإصرار على معرفة أهل البيت سيّما في عصرنا الحاضر عصر العلم والتطوّر التكنولوجي؟! حيث إنّ العالم أصبح قرية واحدة في عصر الكومبيوتر وأنتم لا زلتم تبحثون عن أمير المؤمنين هو النقطة التي تحت الباء، أين نحن وأين العالم ولِمَ هذا الصراع على هذه الاُمور التي لسنا بحاجة إليها).

الجواب: يأتي الجواب من الإمام زين العابدين (عليه السلام)، ولكن قبل أن نسمع جواب الإمام، اُريد أن أقول إنّ من العدل الإلهي إذا تقدّم الإنسان في العلوم البشرية كما تقولون، لا بدّ أن يتقدّم ويتعمّق في العلوم الإلهية[1]، كما أنّ الإنسان


[1] التعمّق في العلوم الإلهية أهمّ من التعمّق في العلوم البشرية، لأنّ الإنسان ذو بعدين، البعد المادّي والبعد الروحي، فالعلوم البشرية هي التي تهتمّ بالبعد المادّي للإنسان وهو البدن، وأمّا العلوم الإلهيّة تهتمّ بالبعد الروحي والإنسان كما هو واضح بروحه وعقله لا ببدنه، فلو كانت المقاييس على الأبدان لسبقنا كثير من الحيوانات في ذلك كالفيل والجمل وكلّ من هو أكبر منّا جسماً، ولكنّ المقاييس على العقول والأرواح، فلذلك صار كلّ شيء مسخّر لنا (سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ) (لقمان: 20)، وعلى هذا لا ينبغي للإنسان أن يدع الرتبة الكريمة (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) (الإسراء: 70)، وينزل إلى رتبة البهيمة (اُوْلَئِكَ كَالأنْعَامِ) (الأعراف: 79)، ثمّ قد يتسافل فينزل إلى أخسّ من الأنعام لقوله: (بَلْ هُمْ أضَلُّ سَبِيلا) (الفرقان: 44)، والفرق الآخر بين العلوم البشرية والإلهية الذي هو السبب في دفعنا إلى التعمّق بالعلوم الإلهية هو موضوع العلوم، فتلك لا تتجاوز المادّة وهذه موضوعها خالق المادّة وهو الله تعالى، فصارت أشرف وأعلى تبعاً لموضوعها ; لأنّ العلوم تشرّف بموضوعاتها، وأمّا الارتباط بين المعرفة والعمل فسيأتي في المحاضرات القادمة.

نام کتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) نویسنده : العلوي، السيد عادل    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست