responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة الصحابة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 373
ثمّ لمّا رجع موسى إلى قومه وقال: ( يا هارونُ ما مَنعكَ إذ رأيْتَهم ضلّوا * ألاّ تتّبِعنِ أفَعَصَيْتَ أمْري * قال يَبْنَؤُمَّ... )[1].

وكانت مساءلة موسى (عليه السلام) عن عدم اتّباع هارون (عليه السلام) له، أي عن عدم مفارقة هارون لبني إسرائيل ولحوقه بموسى كي يحلّ عليهم العذاب، أو عن عدم مقاتلته لتيّار الانحـراف والضلال في بني إسرائيل، فأجابه بتحرّيه طريق الإصلاح من الاهتمام بمصير بني إسرائيل، وإرشادهم إلى الصواب، ونهيهم عن الضلال، ومقاطعته وتبرّيه عن سبيل المفسدين، ورضى موسى (عليه السلام) بفعله.

وفي الحقيقة إنّ مساءلة النبيّ موسى (عليه السلام) لوصيّه النبيّ هارون (عليه السلام)عن دوره في هذا الحدث الداهية الفظيع، وكذلك أخذه برأسه ولحيته، ليس لإدانة أخيه ووصيّه، أو شكّه في استقامته، بل هي لإجل بيان مدى فظاعة الانحراف والضلال الذي ارتكب، كما قال موسى: ( بئسما خَلَفْتُموني من بعدي )[2]، ( قال فإنّا قد فتَنّا قوْمكَ من بعدِكَ وأضَلّهُمُ السامِريُّ )[3]، وكذلك لدفع تهمة تخاذل هارون عن الحقّ..

وهي أيضاً نظير مساءلة الله تعالى للنبيّ عيسى يوم المعاد: ( وإذ قال الله يا عيسى ابنَ مريمَ أأنت قلت للناس اتّخذوني وأُمّيَ إلهينِ من دون الله قال سبحانك ما يكونُ لي أنْ أقولَ ما ليس لي بحقّ إن كنتُ قلْتُهُ فقد علِمْتَهُ تعلمُ ما في نفسي ولا أعلمُ ما في نفسك إنّك أنت علاّمُ الغُيوب * ما قلتُ لهم إلاّ ما أمَرْتَني به أن اعْبُدوا اللهَ ربّي


1) سورة طه 20: 92 ـ 94.

2) سورة الأعراف 7: 150.

3) سورة طه 20: 85.





نام کتاب : عدالة الصحابة نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست