نام کتاب : عدالة الصحابة نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 27
الأحاديث النافية للمسألة:
ثمّ إنّه يكفي الباحث نظرة في كتاب الفتن من الصحاح لديهم، كي
يصل إلى هذه النتيجة من لزوم التمحيص والفحص عن الطرف المحقّ ـ في الصحابة ـ من الطرف المبطل..
فقد روى البخاري في الباب الأوّل من كتاب الفتن، عن أبي وائل، قال: قال عبـد الله: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا فرطكم على الحوض، وليرفعنّ معي رجال منكم، ثمّ ليختلجنّ دوني، فأقول: يا ربّ! أصحابي؟! فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك "[1].
فهذا دالّ على إحداث من بعض الصحابة بعده، وظاهر الحديث أنّ هؤلاء الصحابة ممّن كانوا قد استمعوا خطبة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، لاستعماله كاف الخطاب.
وروى البخاري عن سهل بن سعد، أنّه قال: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إني فرطكم على الحوض، من مرّ علَيَّ شرب، ومن شرب منه لم يظمأ أبداً، ليردنّ علَيَّ أقوام أعـرفهم ويعـرفوني، ثمّ يحـال بـيني وبـينهم "، وزاد أبو سعيد الخدري: " فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك! فأقول: سحقاً سحقاً لمن غيّر بعدي "[2].
وهذا الحديث ـ أيضاً ـ دالّ على تبديل بعض الصحابة بعده (صلى الله عليه وآله وسلم)، وظاهر الحديث هو كون صحبة هؤلاء الصحابة ـ المعنيّين بالحديث ـ كانت وثيقة به (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومعرفته وطيدة بهم، لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أعرفهم ويعرفوني ".
[1] صحيح البخاري 8 / 214 ح 157، وانظر: فتح الباري 11 / 566 ح 6576.
[2] صحيح البخاري 8 / 216 ح 164، وانظر: فتح الباري 11 / 567 ح 6583.
نام کتاب : عدالة الصحابة نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 27