يتحدّث اليافعي في مرآة الجنان ج4 ص273 عن كرامة لأحمد بن حنبل فيقول: " زادت دجلة زيادة مفرطة حتّى خربت مقبرة أحمد بن حنبل، سوى البيت الذي فيه ضريحه، فإنّ الماء دخل في الدهليز علوّ ذراع ووقف بإذن اللّه، وبقيت البواري عليها الغبار حول القبر، صح الخبر ".
هكذا يرتاح لهذه الكرامة ويصحّح الخبر، ولكنّه يتوقّف عن إثبات تلك الكرامة لسيّد شباب أهل الجنّة، وفلذة كبد الإسلام، وريحانة النبىّ الأعظم.
وما أدري بماذا يعتذر يوم جرفت دجلة قبر ابن حنبل ومحت أثره حتّى لم يعرف له ضريح إلى اليوم[1].
وقد أجاد العلاّمة الشيخ محمّد السماوي إذ يقول:
ألا من عذيري يا بني العلم والحجى
من اليافعي الحنبلي المجلّلِ
يكذّبني إن قلت: قبر ابن فاطم
عليه استدار الماء للمتوكّلِ
ويزعم حارَ الما ولم تجل غبرة
على حصر كانت بقبر ابن حنبل
وإنّ لأمثال ذلك في كتبهم أُنشىء الكثير، أرادوا به المقابلة لما صدر من آل النّبي المعصومين، والإشارة إلى بعض ما أوقفنا البحث عليه وإن يخرجنا عن وضع الرسالة، إلاّ أنّ الغرض تعريف القارئ بأنّ العداء كيف يأخذ بالشخص إلى إنكار البديهي والتعامي عن النيرات.