responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبّاس (عليه السلام) نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 258
نعم، ممّا لا شكّ فيه أنّه (عليه السلام) ترك أخاه العبّاس في محلّ سقوطه قريباً من المسنّاة، لا لما يمضي في بعض الكتب من كثرة الجروح وتقطع الأوصال، فلم يقدر على حمله، لأنّ في وسع الإمام أن يحرّك ذلك الشلو المبضع إلى حيث أراد ومتى شاء.

وإلاّ لِما قيل: من أنّ العبّاس أقسم عليه بجدّه الرسول أن يتركه في مكانه ; لأنّه وعد سكينة بالماء ويستحي منها[1] ; لعدم الشاهد الواضح على كُلِّ منهما.

بل إنّما تركه لسرّ دقيق، ونكتة لا تخفى على المتأمّل ومن له ذوق سليم، ولولاه لم يعجز الإمام عن حمله مهما يكن الحال، وقد كشفت الأيام عن ذلك السرّ المصون وهو: أن يكون له مشهد يقصد بالحوائج والزيارات، وبقعة يزدلف إليها الناس، وتتزلّف إلى المولى سبحانه تحت قبته التي تحك السماء رفعة وسناء، فتظهر هنالك الكرامات الباهرة، وتعرف الأُمة مكانته السامية ومنزلته عند اللّه، فتقدّره حقّ قدره، وتؤدّي ما وجب عليهم من الحبّ المتأكّد، والزورة المتواصلة، ويكون (عليه السلام) حلقة الوصل بينهم وبين اللّه تعالى، وسبب الزلفى لديه.

فشاء المهيمن تعالى شأنه وشاء وليه وحجّته أن تكون منزلة أبي الفضل الظاهرية شبيهة بالمنزلة المعنوية الآخروية، فكان كما شاءا وأحبا.


[1]الدمعة الساكبة 4: 324 قال: " أقول: وفي بعض الكتب المعتبرة: إن من كثرة الجراحات الواردة على العبّاس (عليه السلام) لم يقدر الحسين (عليه السلام) أن يحمله إلى محل الشهداء، فترك جسده في محلّ قتله ورجع باكياً حزيناً إلى الخيام ".

نام کتاب : العبّاس (عليه السلام) نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست