وفي سرّ السلسلة لأبي نصر البخاري: " والشهيد أبو الفضل العبّاس بن علي أُمه أُمّ البنين "[1].
ثُمّ روى عن معاوية بن عمّار الزيدي قال: " قلت للصادق (عليه السلام): كيف قسمتم نحلة فدك بعد ما رجعت عليكم؟ قال: " أعطينا ولد عبيد اللّه بن العبّاس الشهيد الربع والباقي لولد فاطمة، فأصاب بني العبّاس بن علي أربعة أسهم، الحصة أربعة نفر، ورثوا علياً (عليه السلام) "[2].
وكان الحريّ بأرباب المقاتل والنسب أن يدوّنوا له هذا اللقب المعرب عن أسمى منزلة له، وهو " العبد الصالح " كما خاطبه الإمام الصادق في الزيارة المخصوصة به التي رواها أبو حمزة الثمالي حيث يقول: " السلام عليك أيّها العبد الصالح "[3].
فإنّك جدّ عليم بأنّ هذه الصفة أرقى مراتب الإنسان الكامل ; لأنّها حلقة الوصل بين المولّى والعبد، وأفضل حالات أيّ فاضل، حيث يجد نفسه الطرف الرابط لموجد كيانه جلّ وعلا، وإن من أكمل مراتب الوجود فيما إذا التأم المنتهى مع المبدأ بنحو الصلة، وهذا لا يكون إلاّ إذا بلغ العبد أرقى مراتب الإنسانية التي تلحقه بعالم البساطة، وتنتهي به إلى صقع التجرّد، فتؤهّله لأن يتصل