نام کتاب : ظلامة أبي طالب عليه السلام «تاريخ و دراسة» نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 150
وكيف
يستغرب من الإنسان العربي : أن يهتم
بالشعر ، وأن يحفظه ويتناقله ، وأن يدونه ويحتفظ به. هذا فضلاً عن أن يقيم له
الندوات ، والتجمعات ، والمواسم ، والمراسم في طول البلاد وعرضها؟!
ويصبح من الطبيعي ـ والحالة هذه ـ أن
يتبوأ الشاعر مكانة مرموقة في مجتمعه ومحيطه ، حتى ليصبح وجه القبيلة ، ولسانها ، وهاديها
، ورائدها ، مادام أن بيتاً من الشعر قد يكون سبباً في عز قبيلة بأسرها ، أو في
ذلها على مر الأيام.
كما أنه قد يتسبب في إثارة حرب ، أو في
إخمادها ، وفي إفساد وزعزعة ملكٍ ، أو تقوية وترسيخ دعائمه. وقد يوصل إنساناً ما
إلى أوج العزة والكرامة ، أو يلقي به مذؤوماً مدحوراً في بؤر الذل والمهانة. ثم
إنه قد يمنحه النعيم المقيم والرخاء ، أو يسلمه إلى براثن البلاء والشقاء.
هذا من ناحية.
ومن الناحية الأخرى ، فقد يتمكن الشعر
من قلب الحقائق وتشويهها ، ومن الإخلال بالموازين الإنسانية والأخلاقية وتمويهها ،
ليصبح قادراً والحالة هذه على تبرير حالات الانهزام والتراجع ، والسقوط والخنوع في
كثير من الأحيان.
وهذا النموذج الأخير هو الشعر المأجور
والزائف ، الذي يتخذه الحكام وسيلة لمآربهم ، والفاشلون الأغبياء ذريعة لتغطية
فشلهم.
ولسنا بصدد الحديث عن هؤلاء الآن.
نام کتاب : ظلامة أبي طالب عليه السلام «تاريخ و دراسة» نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 150