لا يشكّ أحد من المسلمين في أنّ الله سبحانه وتعالى جعل مودة أهل البيت عليهمالسلام ضريبة على المسلمين مقابل منحهم الرسالة المحمّدية ، وما فيها من فضائل النعم ، فقال عزّ وجلّ : ( قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )[١].
وقد نزلت هذه الآية الكريمة تفرض على المسلمين مودّة العترة الطاهرة ، وهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، بشهادة أكثر من ثلاثين مصدراً من مصادر « أهل السنّة والجماعة » [٢] ، حتى قال الإمام الشافعي في ذلك :
فإذا كانت محبتهم نزل بها القرآن ، وجعلها فرض على أهل القبلة كافة ، كما اعترف بذلك الإمام الشافعي! وإذا كانت مودّتهم هي أجر الرسالة المحمّدية ، كما نطق صريح البيان ، وإذا كانت مودتهم عبادة يُتقرَّب بها إليه سبحانه ، فما بال « أهل السنّة والجماعة » لا يقيمون لأهل البيت وزناً ، ولا
[١] الشورى : ٢٣. [٢] راجع في ذلك كتاب « مع الصادقين » للمؤلّف. [٣] راجع الصواعق المحرقة ٢ : ٤٣٥ ، الآية الثانية من الآيات النازلة في أهل البيت عليهمالسلام.