الذي اجتمعت فيه كلّ هذه الخصال وأكثر منها ، فنبذه وراء ظهره ، ويمّم وجهه شطر الفسّاق والخوارج والملحدين أعداء الله ورسوله ، واقتدى بصلاتهم!
وكم لعبد الله بن عمر فقيه « أهل السنّة والجماعة » من مخالفات لكتاب الله وسنّة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولو شئنا لجمعنا في ذلك كتاباً مستقلاًّ ، ولكنْ يكفينا ذكر بعض الأمثلة من كُتبهم وصحاحِهم حتّى تكون حجّتنا بالغة.
خلاف عبد الله بن عمر للكتاب والسنّة
قال الله تعالى في كتابه العزيز : ( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ )[١] ، وقال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا علي أنت تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين » [٢].
فيخالف عبد الله بن عمر نُصوص القرآن والسنّة النبويّة ، كما يخالف إجماع الأُمّة من المهاجرين والأنصار الذين قاتلوا مع أمير المؤمنين ، ويقول
[١] الحجرات : ٩. [٢] المستدرك ٣ : ١٣٩ ، كنز العمال ١١ : ٣٢٧ ح٣١٦٤٩ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٤٦٨. ويؤيّد هذا الحديث حديث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والذي قال فيه : ( إنّ منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر! فقال : لا ، ولكنّه خاصف النعل ، يعني عليّاً ( رضي الله عنه ) ) راجع سلسلة الأحاديث الصحيحة : ٥ : ٦٣٩ ، ح٢٤٨٧ حيث نجد تخريج الحديث فيها.
وهذا الحديث يشهد بصحّة حديث المتن ، وأنّ الحروب التي قامت زمن خلافة الإمام علي كانت باطلة وظالمة في حقّ علي ، وأنّها كانت لأجل تشويه صورة القرآن الكريم ، وتفسيره بحسب أهوائها الدنيوية.