وهذه جملة كافية ولم يبق بعد هذا الفصل من فصول صاحب
الكتاب في الإمامة ما يحتاج إلى تتبعه لأنه تكلم على بغي معاوية ووجوب
محاربته [1] ثم تكلم على الخوارج بجملة من الكلام واقعة موقعها [2] ثم تكلم
في فضل أمير المؤمنين عليه السلام ونصر أنه الأفضل بكلام أيضا
صحيح [3] وتكلم في إمامة الحسن والحسين عليهما السلام بكلام بناه
على صحة الاختيار [4] وقد مضى ما في الاختيار، ثم تكلم فيما يختص به
الإمام لكونه إماما، وما يخرجه من كونه إماما وما لا يخرجه من ذلك
بكلام طويل وفيه صحيح وباطل [5] والباطل مبني على أصول قد قدمنا
الكلام عليها وأفسدناها، ثم ذكر جملة من مذاهب الغلاة وأشار إلى جملة
من الرد عليهم [6] وذكر اختلاف الإمامية في أعيان الأئمة [7] من غير
احتجاج به لهم أو عليهم. وأحال في الكلام عليهم إلى ما تقدم من كلامه
الذي تتبعناه ونقضناه، ثم ختم بفصل الفصول يتضمن ذكر أقاويل
الزيدية واختلافهم [8] مما لا وجه لحكايته وتتبعه.
ونحن الآن قاطعون كتابنا على هذا الموضع لوفائنا بما شرطناه
وقصدناه، ولم نأل جهدا وتحريا للحق فيما اشتمل عليه هذا الكتاب من
[8]المغني 20 ق 2 / 185، ومما يجدر التنبيه عليه أن كلام القاضي في أقاويل الزيدية رد
عليه الشيخ محي الدين محمد بن أحمد بن علي بن الوليد برسالة سماها " المفني لشبه المغني " وطبع
هذا الرد ملحقا بالجزء العشرين من المغني.