responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : الكثيري، محمد    جلد : 1  صفحه : 209

تمهيد

من ذا الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين ومن ذا الذي يهون عليه ذكر ذلك ؟ فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسيا منسيا [1]. كلمات تكاد تنفطر حزنا وكمدا ابتدأ بها المؤرخ ابن الأثير حديثه عن هجمة التتار على الدولة الإسلامية وما أحدثوه من خراب ودمار، كان له أبلغ الأثر في تقهقر الحضارة الإسلامية وانتكاستها.

انطلق الهجوم التتري على شرق الدولة الإسلامية ابتداء من (سنة 603 ه‌)، وفي جمادى الأولى من (سنة 666 ه‌) كان هولاكو خان القائد التتري يستعد لمغادرة بغداد بعد أن دخلها وخرب عمرانها وقتل عشرات الألوف من أبنائها. إن سقوط بغداد دار الخلافة وعاصمتها بيد هؤلاء الهمج المتوحشين قد أشاع الرعب والجزع في قلوب المسلمين في باقي الحواضر الإسلامية والتي لم يصل التتر إليها بعد، مثل الشام ومصر. ولربما كان لهذا الخوف والهلع وما تناقله الهاربون من أخبار عن شراسة ودموية التتر أثره في إثارة الهمم وإيقاظ العزائم الخائرة، كي تهب ليس فقط دفاعا عن الأرض، ولكن لمواجهة موت شبه محتوم على أيدي هؤلاء الوحوش.

لقد بدأت طلائع الجيش التتري تشرف على مداخل الشامات بعد سقوط بغداد، بل إنهم وصلوا فعلا إلى عين جالوت وغزة في فلسطين. حيث كان في نيتهم الاستيلاء على بلاد الشام، لكن يد القدر تدخلت هذه المرة لصالح المسلمين، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فالتفت الجماهير الخائفة من الموت حول


[1]ابن الأثير، الكامل في التاريخية، ج 12 ص 358، بتوسط الملل والنحل، ج 4 ص 16.

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : الكثيري، محمد    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست