responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : الكثيري، محمد    جلد : 1  صفحه : 206

وأخيرا

إن هذا التراث العقائدي الحشوي الموغل في التشبيه والتجسيم والذي جمع في مصادر وكتب، سيكتب له البقاء والحياة إلى يوم الناس هذا، بفضل عناية رجال تولوا حراسته وحفظه والدفاع عنه. بعدما احتضنته رحم المذهب الحنبلي، واعترفت السلطات في العالم الإسلامي بشرعية هذا المذهب وأحقيته في البقاء والانتشار. فكان أن ظهر ابن تيمية الحراني وهو أحد الأبناء الشرعيين لهذا المذهب، فاطلع على ذلك التراث وفحصه وآمن به، ومن ثم طفق يدعو له ويجادل خصومه ويدافع عنه بكل الوسائل المشروعة والغير المشروعة، حتى تمكن من بعثه من جديد وقد كان يندرس، فنفخ فيه من روحه وتولاه بعنايته.

وإذا كان هذا الحشو يفتقر إلى العقلانية في أكثر جوانبه في أكثر جوانبه فإنه سيقوم بمحاولة عقلنته. أي الدفاع عنه في إطار جدلي يوهم المؤمن به أن لهذا الحشو بناءات شرعية وعقلية، وأن المضامين النهائية لما احتواه هذا التراث الضخم من الحشو، هي ما كان عليه الصحابة وسلف الأمة الصالح، فهو الحق وغيره الباطل لا محالة.

وإذا كانت هذه الحركة البعثية والتجديدية التي عرفها الحشو على يد ابن تيمية الحراني وتلميذه ابن قيم الجوزية، قد أحيط بها وأخمدت أنفاسها بعيد موت هذين الشيخين بالذات، فإن تراث الحشو كان له موعد آخر مع القدر وذلك على يد حنبلي آخر هو محمد بن عبد الوهاب النجدي الذي سيتخذ من هذا التراث - وخصوصا في قالبه الجديد الذي صنعه له أستاذه ابن تيمية - منطلقا للدعوة إلى التجديد العام في الجزيرة العربية.

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : الكثيري، محمد    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست