نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : الكثيري، محمد جلد : 1 صفحه : 170
المذهب الحنبلي رحم الحشوية الجديد
حركة الوضع في الحديث ونتائجها:
يقول الجرجاني: " وسميت الحشوية حشوية لأنهم يحشون الأحاديث التي
لا أصل لها في الأحاديث المروية عن رسول الله (ص) قال: وجميع الحشوية
يقولون بالجبر والتشبيه، وتوصيفه تعالى بالنفس واليد والسمع والبصر، وقالوا،
إن كل حديث يأتي به الثقة من العلماء فهو حجة أيا كانت الواسطة " [118]
لا شك أن الحديث النبوي يعتبر الدعامة الثانية للإسلام، بحيث لا تكتمل
الشريعة بدونه. فهو الذي شرح مجملات القرآن وفسرها، وعن طريق
الحديث اكتمل التشريع في الأمور التي لم يذكرها القرآن مفصلا. وإذا كان
الرسول لا ينطق عن الهوى وإنما هو وحي يوحى فكل ما قاله أو سمع عنه،
سيأخذ طابعا إلزاميا تعبديا، مثله مثل القرآن الحكيم. لذلك اهتم الصحابة
الأوائل بحديث رسول الله وحفظوه وكتبه بعضهم في حياة الرسول. لكن
نهى الخليفة الثاني عن كتابة الحديث بعد وفاة رسول الله ستكون له سلبيات
كبيرة. حيث كثر الوضع والكذب على رسول الله بعد ذلك. واختلط مع ما
صح عنه (ص) ورواه عنه أصحابه. وإذا كان الصحابة قد توزعوا في الأمصار
فإن معرفة صحيح الحديث من ضعيفه قد أصبحت صعبة المنال. فاغتنم رواة
أنظر بحوث في الملل والنحل، ج 1 ص 124. يقول ابن الجوزي الحنبلي يصف أصحابه
ممن ينتسبون للمذهب الحنبلي: " قد غمني في هذا الزمان أن العلماء لتقصيرهم في العلم
صاروا كالعامة، وإذا مر بهم حديث موضوع قالوا: قد روي. والبكاء ينبغي أن يكون
على خساسة الهمم ولا حول ولا قوة إلا بالله ".
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : الكثيري، محمد جلد : 1 صفحه : 170