responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : الكثيري، محمد    جلد : 1  صفحه : 107
المذهب الحنفي هو أكثر المذاهب انتشارا وأعظمها إقبالا، لقوة أنصاره وكثرة دعاته في البداية والنهاية. إذ كانت نواة شهرته من غرس أبي يوسف قاضي قضاة الدولة العباسية. فهو ناشر المذهب أو مؤسسه - إن صح لنا أن نقول ذلك - وقد كان أبو يوسف وجيها في الدولة، مقبولا عند الخلفاء له منزلة لا يشاركه فيها أي أحد. فكان لا يولي قاضيا إلا من انتسب لمدرسة أبي حنيفة. واستمر القضاة في نشر المذهب في جميع الأقطار، مستمدين قوتهم من السلطة التنفيذية، حتى أصبح مذهب أبي حنيفة هو المذهب الرسمي للدولة...

وقد رأينا انتصار العباسيين لمالك بن أنس - بعد غضبهم عليه - فقد أمروا بقصر الفتوى عليه، وأعلن ذلك بأمر الدولة، ونودي - غير مرة علنا - ألا يفتي الناس إلا مالك [7]. وأمروا عمالهم باستشارته في الأمر وعدم القطع دونه، فهذا المنصور يقول مالك: إن رأيت ريبة من عامل المدينة أو عامل مكة، أو أحد عمال الحجاز، في ذاتك، أو ذات غيرك، أو سوء سيرة في الرعية، فاكتب إلي بذلك. أنزل بهم ما يستحقون، وقد أكتب إلى عمالي بها أن يسمعوا منك ويطيعوك في كل ما تعهد إليهم، فانههم عن المنكر وأمرهم بالمعروف تؤجر على ذلك. أنت خليق أن تطاع ويسمع منك [8]... وعلى أي حال فإن مالك بن أنس قد لحظته الدولة وقربته، إذ وجدت منه عونا ومؤازرة [9]، فقربوه وأحسنوا إليه، ورفعوا مجلسه، ونشروا علمه وأجزلوا له العطاء، وأصاب منهم ثروة طائلة ومع هذا فهم مدينون لمالك في مؤازرتهم


[7]المرجع السابق، ج 3 ص 11، نقلا عن تذكرة الحفاظ، ج 1 ص 306.

[8]نفسه، ج 3 ص 11، نقلا عن مالك بن أنس، للخولي، ص 318.

[9]أنظر فتاوى مالك في أهل الأهواء والبدع، فكلهم في نظره كفار وأشدهم الروافض.

وهؤلاء: أصحاب الأهواء والبدع، والروافض كانوا في أغلبهم حركات سياسية ودينية مناهضة للحكم العباسي. مطالبة بالحكم نفسه (الروافض)، أو داعية إلى العدالة الاجتماعية والثورة على الإجحاف الاقتصادي والحرمان المادي.

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : الكثيري، محمد    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست