البداء في التكوين
تاليف
آية الله العظمى السيد أبوالقاسم الخوئي
بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة
[ لمّا كان] النسخ في الأحكام و هو في أفق التشريع، [و كذا البداء] و هو في أفق التكوين.
و بمناسبة خفاء معنى البداء على كثير من علماء المسلمين، و أنهم نسبوا إلى الشيعة ماهم برآء منه، و أنهم لم يحسنوا في الفهم، و لم يحسنوا في النقد!
و ليتهم إذ لم يعرفوا تثبّتوا، أو توقفوا [1] كما تفرضه الأمانة
[1] و من الذين لم يثبتوا و لم يتوقفوا[و اختلقوا نسبة الجهل إلى الله تعالى على لسان الشيعة]: الفخر الرازي، عند تفسيره قوله تعالى: (يمحوالله ما يشاء و يثبت...) قال: قالت الرافضة البداء جائز على الله تعالى، وهو أن يعتقد شيئاً، ثمّ يظهر له أن الأمر بخلاف ما اعتقده. إنتهى.[التفسير الكبير 19/66 المسألة الخامسة من الشبهة السادسة].
سبحانك اللهم إن هذا إلا اختلاق.
و قد حكى الرازي في خاتمة كتاب «المحصّل» [ص 365] عن سليمان بن جرير كلاماً يقبح منه ذكره، ولا يحسن مني سطره.
و إن هذه الكلمة قد صدرت على أثر كلمة أخرى تشابهها، تفوّه بها بعض النصارى في حق الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله حينما جاء بأحكام ناسخة لما جاء به قبلها...[ أنظر: الهدى إلى دين المصطفى 1/257-259، أعاجيب الأكاذيب: 82-84 رقم 11.(م)].
كبرت كلمة تخرج من أفواههم، و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.