responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 273
وهل تغفل الفطرة والوجدان الحر عن الحكم بأن هذه الأشياء الحادثة لا بد لها من موجد منزه عن الحدوث والحاجة إلى من يوجده. وحينما يشاهد الانسان هذه الموجودات المستعملة في غاياتها العظيمة بأوضح ما يشاهد من الاستعمال الباهر بجماله وانتظامه فهل تغفل فطرته ووجدانه الحر عن اليقين بأن موجدها لا بد أن يكون عالما بهذه الغايات قد أوجد الموجود بنحوه الخاص به لكي تترتب عليه غايته الخاصة. وهل يكون الخالق الواجب الوجود العليم الحكيم غير الله؟ فإن لفظ الجلالة (الله) اسم خاص لذات الخالق الواجب الوجود العليم الحكيم. يا أصحابنا وإذا كانت بداهة الفطرة تشهد بأن القطع الصوانية التي ذكرناها هي آلات صنعها صانع مختار لأجل غاياتها كما قلتم سابقا مع أنها لم يشاهدها أحد مستعملة في غاياتها فهذه أجزاء العالم المستعملة في غاياتها على أوضح حكمة وإتقان كيف لا تشهد الفطرة والوجدان بأنها صنع صانع عالم بالغايات قد صنعها لأجل غاياتها. وكيف لا تشهد الفطرة والوجدان بأن هذه الأشياء الحادثة في الكون لا بد لها من أن تكون محتاجة إلى موجد منزه عن الحدوث والحاجة. عمانوئيل. يا شيخ إنا متدينون مقتنعون بهذه الأمور نراها حق اليقين، ولكن للماديين فيها معارضات، فليس من الجيد في التدقيق أن نخوض فيها وحدنا. بل لا بد من أن نحضر معنا من يحامي عن المذهب المادي لكي يقول ما عنده وتقول ما عندك في إيضاح الحقيقة لكي تنجلي ظلمات الأوهام عن صبح اليقين.

الشيخ. يا عمانوئيل إن جميع ما يتشبث به الماديون غير خفي عن أمثالك فلماذا لا نمثلك محاميا عنهم.

عمانوئيل: إن بعض دعاويهم وإنكاراتهم لا يدعني شرف وجداني أن أذكرها بصورة الجزم وأحامي عنها فالأحسن حضور أحدهم ليبين ما عندهم فإن كثيرا منهم يجاهر بما عندهم. ولكن يا شيخ يلزم أن يكون من نحضره له إلمام بنواميس العلم وقوانين الحجة وموازين الاستدلال لا من الجديديين الذين غاية حجتهم كتب السر فلان وخطب المسيو فلان وقال الدكتور فلان وذكرت جريدة المقتطف. ونقلت مجلة الهلال. ولا يعرف في مقابلة الحجة الواضحة إلا أن يقول هذه حجة من العقل العتيق، شعوري المتنور، هذا عصر الرقي والتنور، لا أعرف الامكان والامتناع ولا الدور هذه خرافات قديمة. الشعور الراقي لا يحتاج في حجته إلى موازين الاستدلال. فاللازم أن نختار ماديا من أهل العلم يراعي في كلامه شرف فضيلته.

القس: إني أعهد دكتورا كما تريدون فمثلوه. عمانوئيل. مثلنا الدكتور فقلنا له أيها الدكتور ألا تسمع ما يقول الشيخ ويذكره من احتجاج القرآن على الإلهية ضد المذهب المادي. الدكتور: اذكروا لي ما يقوله الشيخ بنصه ولفظه لننظر فيه فإن الحر من لا عداوة له مع الحق بل من يكون الحق قرة عينه وضالته التي يطلبها لكي يتشرف علمه بفضيلة الصواب ويبتهج برقيه في درجات الحقيقة.

عمانوئيل: ذكرنا كل ما ذكره الشيخ بنصه ولفظه. الدكتور: أما ما ذكره الشيخ في المقدمة الثانية فهو مسلم بالبداهة وعليه فطرة البشر كما ذكر. وبالنظر إلى علة الكائن سار العلم سيره ورقي رقيه وكذا ما ذكره في المقدمة الثالثة والرابعة والسادسة ولا يمكن أن ننكر ما ذكره في المقدمة الخامسة من النداء في العالم باسم الإله وشريعته وتعليمه دروس الأخلاق الفاضلة وتهديده على جحوده ومخالفته. ولكن يا للأسف إن العلم لم يوصلنا إلى معرفة هذا الإله الذي يذكرونه ولم يدلنا على لزوم وجوده لكي نبحث عن مدرسة شريعته وتعليمه الأخلاق فلذلك آمنا من خوف النداء المذكور في المقدمة الخامسة. الشيخ: أيها الدكتور إن مكالمتنا مؤسسة على الحرية المطلقة في سبيل الحقيقة وكلامك هذا مجمل فأوضح لنا مرادك بالصراحة لكي تجري مكالمتنا على الطريق الواضح والنهج الهادي فأجب بالصراحة. هل العلم أوصلكم إلى نفي الإله فصرتم تعللون الكائنات بما ليس بإله أو كما قلت إن العلم لم يدلكم على وجود الإله فوقفتم موقف الشك بحيث لا تدرون بم تعللون الكائنات في مبدأها. الدكتور: إذا أردت المجاهرة فإن العلم أوصلنا إلى نفي الإله الذي تقولونه فصرنا نعلل وجود الكائنات بحركة المادة الأزلية. الشيخ. إذن فحاصل كلامكم إن العلم أوصلكم بدلالته إلى اليقين بنفي الإله الذي نقول به وأوصلكم إلى أزلية المادة وحاصل كلامنا أن العلم أوصلنا إلى وجوب وجود الإله وأن المادة لا يمكن أن تكون إلا حادثة مخلوقة للإله. إذن فعلى كل من الإلهي والمادي أن يقيم الحجة على دعاويه لكي يعرف ما يوصل إليه العلم الحقيقي وقبل الخوض في ذلك قل ما هي المادة الأزلية التي أوصلكم العلم إليها وأوقفكم في التعليل عليها.

نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست