responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 245
عمانوئيل: عجبا يا شيخ. هل يصح للقرآن إذا كان كتاب الله الهادي إلى الحق أن لا يبين هذا الأمر الكبير. الشيخ: لا ينحصر البيان بالمجاهرة التي ذكرناها. بل إنه أظهر ذلك وبينه وأوضحه بأحسن بيان وأجمل إيضاح. فأوقف ذوي العقول على بعض موارد التبديل والتحريف والزيادة بخصوصياتها بحيث تتنبه عقولهم ووجدانهم لذلك على حين غفلة من هياج العصبية. فتعرض لذكر القصص التي لها نحو وقوع في التاريخ فنزهها عن الخرافات والأغلاط الزائدة. وأوردها على الحقيقة المعقولة استلفاتا للعقول إلى الخرافات الدخيلة في الوحي. وأما ما لم يكن له نحو وقوع فلم يتعرض لتكذيبه بالصراحة لكنه أودع في معارفه ما يوضح تكذيبه.

عمانوئيل: هذا شئ في غاية الحكمة بحسن الارشاد. لكن يا شيخ أين موارد ذلك في القرآن. فأوضحها. الشيخ: إني عرفت دراستكم في كتب العهدين وعرفت أخذ التوفيق بأيديكم والتفاتكم إلى ما نبه عليه القرآن من خلل العهدين الرائجين حتى إنكم كتبتم ذلك وطبعتموه في الجزء الأول. ولأجل الاختصار أشير بحسب صحائف المطبوع إلى ما ذكرتموه من الانتقاد وكرامة القرآن الكريم في تنزيه الحقائق وحسن التنبيه على الخلل. فمن ذلك ما مر في الجزء الأول في صحيفة 14 - 17 قصة آدم والشجرة والحية والكذب. وما مر في صحيفة 18 من كرامة القرآن في نقل القصة الواقعة على حقيقتها المنزهة. وأما ما مر في صحيفة 19 - 23 من خرافة التمشي والاختباء والسؤال، والمحاذرة من آدم لأنه صار كواحد من الآلهة. وكذا ما مر في صحيفة 31 من خرافة برج بابل والمحاذرة من ذرية نوح. وفي صحيفة 67 ومن خرافة مصارعة يعقوب مع الله وما فيها من الكلمات الوثنية فإن القرآن يوضح بطلان هذه الخرافات بما تضمنته معارفه وتعاليمه بحقيقة التوحيد وجلال الله وقدسه وأنه الواحد القهار. ومن ذلك ما مر في صحيفة 41 - 42 من أن هرون صنع العجل الوثني لكي يتخذه بنو إسرائيل إلها ويعبدوه من دون الله وصنع أمام العجل مذبحا لعبادته.

مع أن الله في ذلك الحين كان يكلم موسى في تقديس هرون بالكلام الطويل لرياسة الدين والشريعة. وإن الله كلم هرون في أمور الدين والشريعة مع موسى ومنفردا قبل واقعة العجل وبعدها. وقد مر في صحيفة 29 و 30 أن القرآن ينسب عمل العجل والدعوة للشرك إلى السامري (الشمروني) من عشيرة شمرون ابن يساكر ابن يعقوب الذين كان منهم مع موسى الوف - كما مر في صحيفة 33 إن القرآن يبرئ هرون من أمر العجل ويوضح أنه نصح بني إسرائيل ونهاهم عن عبادته وأخبرهم بفتنتهم وضلالهم. فالقرآن أوضح حال الخرافة الجامعة بين نبوة هرون وتقديس الله له والدوام على تكليمه وبين كون هرون يدعو إلى الشرك ويصنع العجل الوثني ويبني له مشعر العبادة. وقد مر في صحيفة 53 - 54 حكاية شك إبراهيم صريحا في وعد الله له بأمر ممكن عادي الوقوع. ومر أيضا ذكر العلامة التي يقول كاتب التوراة الرائجة إن الله أعطاها لإبراهيم لكي يعلم بصدق الوعد ويرتفع شكه. وهي العلامة التي لا يعلم أحد محصلها ولا ربطها بالكلام. ومر أيضا أن القرآن يذكر أن إبراهيم طلب أن يرى بعينه إحياء الله للموتى ليؤكد بذلك إيمانه بيوم المعاد ويطمئن قلبه بهذه الحقيقة بسبب تعاضد الحس والوحي. فجرى القرآن على الحقيقة المناسبة لإيمان إبراهيم خليل الله. وجلال الله في إعطاء العلامة المعقولة. وقد مر في صحيفة 55 - 56 حكاية الذين جاؤا إلى إبراهيم وإلى لوط واضطراب التوراة الرائجة في عددهم وفي أنهم الله أو ملائكة. وذكرت أنهم أكلوا من طعام إبراهيم ولوط. ومر في صحيفة 69 وبيان كرامة القرآن في ذكره لهذه القصة على الوجه المعقول.

وقد عرفت مكالمتكم الكريمة في ذلك في صحيفة 59 و 60 ومر أيضا في صحيفة 77 قول التوراة الرائجة أن موسى وهرون وابنيه وسبعين من شيوخ بني إسرائيل رأوا الله وتحت رجليه شبه صنعة العقيق ولم يمد الله يده إليهم بل رأوه وأكلوا وشربوا. وذكرتم أنتم في صحيفة 77 أيضا من آيات القرآن ما يكذب هذه الحكاية ويسفهها، مضافا إلى أن القرآن الكريم يكذب خرافة رؤية الله المتكررة في التوراة والعهد القديم. بقوله تعالى في الآية الثالثة بعد المائة من سورة الأنعام المكية: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) يا أصحابنا وإن العهد القديم والعهد الجديد قد نصا على نبوة يعقوب وموسى وهرون وداود وسليمان وأرميا والمسيح عليهم السلام وأنهم أكرموا بالوحي والقداسة والأمر بإرشاد للناس. ومع ذلك ينسب العهدان إلى هؤلاء الأنبياء الكرام ما ينافي مقام النبوة والامامة في الناس للارشاد والتعليم. وقد أشار القرآن الكريم إلى كذب هذه النسبة الساقطة بقوله تعالى في الآية الرابعة والعشرون بعد المائة من سورة البقرة: (وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن - (كما تقتضيه الحكمة وجلال الله وقدسه). قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) فإن الكذب، والخديعة، والجرأة وسوء الأدب مع الله، وخيانته، وعدم الإيمان به، والاستهزاء بوعده، ونسبة الخداع والكذب إليه، والزنا الفاحش بالمحصنات، والغدر بالمؤمنين، والدعوة إلى الشرك بالله، وعبادة غيره وبناء مشاعر الأوثان، والقول بتعدد الأرباب والآلهة. والتحريف هذه كلها من أقبح الظلم، ومرتكبها من الظالمين، والعقل والوجدان يقبحان ائتمان الظالم على الرسالة والنبوة وإمامة الدين والتوحيد والشريعة. كما مر في المنال المذكور في صحيفة 44 فالقرآن بجميل إشارته ووضوح حجته يشير إلى كذب جملة من منقولات العهدين الرائجين. منها ما مر في صحيفة 64 و 65 من أن يعقوب عليه السلام خادع أباه إسحاق وكذب عليه مرارا لكي يأخذه منه البركة. وفي صحيفة 73 في ذكر ما نسب إلى موسى عليه السلام من الجرأة على الله بالخطاب والشك في وعده. وفي صحيفة 41 و 42 في ذكر هرون وعمل العجل. وفي صحيفة 84 من أمر موسى بقتل الأطفال وجعله شريعة جرى عليها خليفته يشوع (يوشع). وفي صحيفة 80 و 81 في قول التوراة الرائجة عن الله جل شأنه أن موسى وهرون عليهما السلام لم يؤمنا بالله وعصياه وخاناه. وفي صحيفة 69 من الإشارة إلى ما ذكره الفصل الحادي عشر من صموئيل الثاني في نسبة الزنا بامرأة أوريا إلى داود (عليه السلام) مع الغدر بأوريا المؤمن المجاهد الناصح. ويا لها من نسبة شنيعة. وفي صحيفة 41 فيما نسب إلى سليمان عليه السلام من اتباع الأوثان وعبادتها وبناء مشاعرها. وفي صحفة 81 من أن أرميا نسب الخداع والكذب إلى الله جل شأنه. ومنها ما مر في صحيفة 89 من أن إنجيل يوحنا ينسب إلى المسيح (عليه السلام) قوله بتعدد الآلهة مع الاحتجاج الساقط والتحريف الواهي.

وإن أناجيل متى ومرقس ولوقا تنسب إلى المسيح القول بتعدد الأرباب مع الاحتجاج الساقط والتحريف الكبير. ومنها ما مر في صحيفة 159 - 160 فيما تذكره الأناجيل في أحوال تلاميذ المسيح مما لا ينفك عن الظلم ولو بمحض خذلانهم للمسيح ونكولهم عن مواساته التي طلبها منهم مرارا بالتأكيد. فالقرآن بآية العهد المتقدمة يوضح أن الأناجيل قد خالفت الحقيقة بأحد أمرين. أما بوصف التلاميذ بما مر من صفات الذم. وأما بإرسال المسيح للتلاميذ بعده ليعلموا جميع الأمم ويعظوا العالم أجمع بالإنجيل وأنه أرسلهم كما أن الله أرسله. كما مر في صحيفة 160 وهذا هو الإمامة في الناس. وقال للتلاميذ أيضا إن كل ما يربطونه على الأرض يكون مربوطا في السموات وكل ما يحلونه على الأرض يكون محلولا في السموات. مت 18: 18. وكيف يجتمع في كتاب الوحي أن المسيح يقول لبطرس إذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله بل بما للناس مع قول المسيح له أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأعطاه إمامة الحل والربط في الديانة كما تقدم لسائر للتلاميذ أنظر مت 16: 16 - 24. ومنها ما مر في صحيفة 208 و 209 من أن بولس كان ضدا للكنيسة وكان يهجم على البيوت ويجر المؤمنين بالمسيح نساء ورجالا إلى السجن ويقتلهم ويعاقبهم ويضطرهم إلى التجديف (الكفر بالمسيح وشتمه) وكان مجدفا ومضطهدا ومفتريا. وكيف يجتمع هذا مع ما يذكره العهد الجديد في أعمال الرسل والرسائل المنسوبة إلى بولس أن بولس صار رسولا وإماما. بل كان النفوذ لإمامته في النصراني فقد قالت رسائله ما شاءت من إبطال شريعة التوراة وعيبها وذمها كما مر في صحيفة 118 و 119 فالقرآن يوضح أن التلاميذ وبولس إن كانوا رسلا وأنبياء وأئمة فوصفهم بما يؤدي إلى كونهم ظالمين كاذب.

نام کتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست