responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حوار مع صديقي الشيعي نویسنده : الهاشمي بن علي    جلد : 1  صفحه : 13
لقد فقدت من تلك القرية كلّ شيء إلاّ شيئاً واحداً رافقني منها إلى المدينة، كان ذلك الشيء حبّي وولعي بالأساطير والقصص الخياليّة.

لكن من لي بهذه المدينة "العاقلة" الرماديّة ليحكي لي تلك الأساطير؟! إنّ عجائز المدينة واعيات أكثر من اللاّزم، وقد لا تتوفر لهنّ الفرصة لسرد أقاصيص سمعنها في طفولتهنّ، ففي بيوت أبنائهن وبناتهنّ الكلّ منشغل، فالكبار يتابعون الأخبار على موجات الراديو المحليّة والعالميّة، والأطفال أغنتهم قصص الصور المتحركة عن الإنجذاب إلى حكايات غير مرئيّة.

ولطالما أغاظتني حكايات رفاقي الأطفال في مدرستنا عن ذلك المسلسل أو تلك المسرحيّة التلفزيونيّة وأبطالها، حيث كنت أسمع أحاديثهم والأسف يعتصرني لأنه لم يكن عندنا بالبيت جهاز تلفزيون، لكن عزائي الوحيد كان في القصص.

نعم، لئن كنت فاقداً في بيئتي الجديدة للأساطير القروية وفاقداً لجهاز تلفزيون في المدينة، فقد اتجهت رغبتي وانصبّ شوقي إلى المطالعة التي كان معلّمونا يشجعوننا عليها ويوفرونها لنا مجّاناً في المدرسة، وكنت أرى في تلك الأقاصيص الطفولية امتداداً لعالم الأساطير وتعويضاً عنها، حيث كانت تلك القصص مطرّزة بأغلفة مزيّنة وجذابة، وكذلك الحال مابين صفحاتها.

كم كنت نهما في مطالعتها، ربّما لأنّها كانت تحيلني إلى جنّتي المفقودة ـ قريتنا ـ حيث كانت أحداث تلكم القصص تدور حول الذئب المغرور، وقصة حياة حبّة قمح، أو لربّما كانت تحكي عن جحا

نام کتاب : حوار مع صديقي الشيعي نویسنده : الهاشمي بن علي    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست