responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) نویسنده : التيجاني السماوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 572

ويسكت عنها، بل ويدعو عمر بن الخطّاب بأن يكفّ لسانه عن خالد، ويغضب على أبي قتادة لإنكاره فعل خالد؟!

أكان مقتنعاً حقّاً بأنّ خالد تأوّل فأخطأ؟ فأيّ حجّة بعد هذا على المجرمين والفاسقين في هتكهم الحرمات وادّعائهم التأويل.

أما أنا فلا أعتقد بأنّ أبا بكر كان متأوّلا في أمر خالد الذي سمّـاه عمر بن الخطّاب بـ « عدو الله »، وكان من رأيه أن يقتل خالد لأنّه قتل امرءاً مسلماً، ويرجمه بالحجارة لأنّه زنى بزوجة مالك ( ليلى )، ولم يكن شيء من ذلك قد وقع لخالد، بل خرج منها منتصراً على عمر بن الخطّاب; لأن أبا بكر وقف إلى جانبه، وهو يعلم حقيقة خالد أكثر من أيِّ أحد.

فقد سجّل المؤرّخون بأنّه بعثه بعد تلك الواقعة المشينة إلى اليمامة التي خرج منها منتصراً، وتزوّج في أعقابها بنتاً كما فعل مع ليلى، ولمّا تجفّ دماء المسلمين بعدُ ولا دماء أتباع مسيلمة، وقد عنّفه أبو بكر على فعلته هذه بأشد ممّا عنّفه على فعلته مع ليلى [1] .

ولا شك أن هذه البنت هي الأخرى ذات بعل، فقتله خالد ونزا عليها كما فعل بليلى زوجة مالك، وإلاّ لمّا استحق أن يعنّفه أبو بكر بأشدّ مما عنّفه على فعلته الأولى. على أنّ المؤرّخين يذكرون نصّ الرسالة التي بعث بها أبو بكر إلى خالد بن الوليد، وفيها يقول : « لعمري يا بن أم خالد إنك لفارغ تنكح النساء، وبفناء بيتك دم ألف ومائتي رجل من المسلمين لم يجفّ بعد »[2] .

ولما قرأ خالد هذا الكتاب قال : « هذا عمل الأعسر »، يقصد بذلك عمر بن


[1] الأستاذ هيكل في كتابه «الصدّيق أبو بكر»: ١٤٠.

[2] تاريخ الطبري ٢: ٥١٩، الفتوح لابن أعثم ١:٣٧.

نام کتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) نویسنده : التيجاني السماوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 572
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست