responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) نویسنده : التيجاني السماوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 41

الحاضرين، ففعلت بكُلّ سهولة لما تعودته من إلقاء المحاضرات في المساجد واللجان الثقافية في بلادي.

والمهمّ من كلّ ما حكيته في هذا الفصل هو أنّ شعوري بدأ يكبر، وركبني بعض الغرور، وظننت فعلاً بأنّني أصبحت عالما، كيف لا وقد شهد لي بذلك علماء الأزهر الشريف، ومنهم من قال لي : يجب أن يكون مكانك هنا في الأزهر.

وممّا زادني فخرا واعتزازا بالنفس أنّ رسول اللّه‌ (صلي الله عليه و آله وسلم) أذن لي في الدخول لرؤية مخلّفاته، حسب ما ادّعاه المسؤول عن مسجد سيّدنا الحسين بالقاهرة، وقد أدخلني منفردا إلى حجرة لا تفتح إلاّ إذا فتحها هو، وأغلق الباب خلفي، وفتح الخزانة، وأخرج لي قميص رسول اللّه‌ (صلي الله عليه و آله وسلم)، فقبّلته وأراني بعض المخلّفات الأُخرى، وخرجت من عنده باكيا متأثّرا على عناية الرسول بي شخصيا، وخصوصا أنّ هذا المسؤول لم يطلب منّي نقودا، بل امتنع وأخذ منّي شيئا بسيطا بعد إلحاحي، وهنّأني مبشرا بأنّني من المقبولين عند حضرة الرسول الأكرم.

وربما أثّر هذا الحادث في نفسي، وجعلني أفكّر مليّا عدّة ليال فيما يقوله الوهابيون : من أنّ الرسول مات وانتهى أمره كغيره من الأموات، فلم أرتح لهذه الفكرة، بل وتيقّنت تفاهة هذا الاعتقاد.

فإذا كان الشهيد الذي يقتل في سبيل اللّه‌، ليس بميّت بل هو حيّ يرزق عند ربّه، فكيف بسيّد الأوّلين والآخرين، وزاد هذا الشعور قوّة ووضوحا ما تلقيته في سابق حياتي من تعاليم الصوفية الذين يعطون لأوليائهم وشيوخهم صلاحية التصرف والتأثير في مجريات الأُمور، ويعترفون بأنّ اللّه‌ وحده هو الذي أعطاهم هذه الصلاحية، لأنّهم أطاعوه سبحانه ورغبوا فيما عنده، ألم يقل في حديث قدسي :

« عبدي أطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون »[1].


[1] جواهر الكلام ٢٢: ٨٥، الفوائد الرجالية لبحر العلوم ١: ٣٩، الجواهر السنية للحر العاملي: ٣٦١، بألفاظ متقاربة.

نام کتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) نویسنده : التيجاني السماوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست