responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) نویسنده : التيجاني السماوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 168

مقتل سيّدنا الحسين، لأنّي ما كنت أعرف منها قليلاً أو كثيرا، غاية ما هناك أنّشيوخنا إذا حدّثونا عن ذلك يقولون : إنّ المنافقين أعداء الإسلام الذين قتلوا سيّدنا عمر، وسيّدنا عثمان، وسيّدنا علي، هم الذين قتلوا سيّدنا الحسين[1] !! ولا نعرف غير


[1] من قاصمات الظهر، ونوائب الدهر، ورزايا العصر المخزية أنّ يساوى بين قاتل علي عليه السلام وهو عبد الرحمن بن ملجم الخارجي الملعون، قال عنه الذهبي في لسان الميزان ٢: ٥٩٢: «ذاك المعثر الخارجي ليس بأهل أنّ يروى عنه، وما أظن له رواية، ختم بشرّ، فقتل أمير المؤمنين عليّاً متقرّباً إلى اللّه‌ بدمه بزعمه»، وقال ابن حجر في الإصابة ٥: ٨٥: «من كبار الخوارج، وهو أشقى هذه الأمّة بالنصّ الثابت عن النبيّ (صلي الله عليه و آله وسلم) بقتل علي بن أبي طالب..»، وبين عمر بن سعد وهو قاتل ريحانة الرسول الأكرم (صلي الله عليه و آله وسلم) الحسين عليه السلام.
قال العجلي في ترجمته ٢: ١٦٦: «مدني ثقة، كان يروي عن أبيه أحاديث، وروى الناس عنه، وهو قاتل الحسين..»، وقال الذهبي في الكاشف ٢: ٦١ «حطّ عليه ابن معين لقتاله الحسين»، كيف يساوى بين هؤلاء وبين الصحابة الأخيار الذين ثاروا ضد بني أميّة وبني معيط، لسحقهم التعاليم النبويّة، والأخذ بالجاهليّة، والتنصّل عن المفاهيم القرآنية، فثارت ثورتهم المباركة، التي هي أوّل ثورة إسلامية داخل المحيط الإسلامي، لتكشف ذلك الزيغ، وتقيم الإعوجاج وترجع الحقّ إلى أهله، لكنّ عثمان بن عفّان وقف في وجههم ورفض ذلك، وأخذ يدافع عن بني قومه دفاعاً أبعد ما يكون عن روح الإسلام، بل وعن السنّة البكرية والعمرية، فامتشقته سيوف الصحابة الكرام من أمثال: عبد الرحمن بن عديس البلوي الصحابي الذي بايع بيعة الرضوان قال ابن حجر في الإصابة ٤: ٢٨١: «صحب النبيّ (صلي الله عليه و آله وسلم)، وسمع منه، وشهد فتح مصر، وكان فيمن سار إلى عثمان»، وقال ابن عبد البرّ في الاستيعاب ٢: ٨٤٠: «عبد الرحمن بن عديس البلوي: مصري شهد الحديبية.. كان ممّن بايع تحت الشجرة رسول اللّه‌ (صلي الله عليه و آله وسلم)، قال أبو عمر: الأمير على جيش القادمين من مصر إلى المدينة الذين حصروا عثمان وقتلوه» وبين عمرو بن الحمق الخزاعي ذلك الصحابي الجليل قاتل عثمان قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب ٣: ١١٧٣: «هاجر إلى النبيّ (صلي الله عليه و آله وسلم)بعد الحديبية.. صحب النبيّ (صلي الله عليه و آله وسلم)، وحفظ عنه أحاديث، وسكن الشام ثُمّ انتقل إلى الكوفة فسكنها.. وكان ممّن سار إلى عثمان، وهو أحد الأربعة الذين دخلوا عليه الدار.. ثُمّ صار من شيعة علي ـ رضي اللّه‌ عنه ـ، وشهد معه مشاهده كُلّها: الجمل والنهروان وصفّين..».
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام ٣: ٤٥٦: «ووثب عليه عمرو بن الحمق، وبه رمق، وطعنه تسع طعنات وقال: ثلاث للّه‌، وست لمافي نفسي عليه»، وهو في الطبقات ٣: ٧٤، والبداية والنهاية ٧: ٢٠٧.
وبين كنانة بن بشر الصحابي قال عنه ابن حجر في الإصابة ٥: ٤٨٦: «شهد فتح مصر، وقتل بفلسطين سنة ست وثلاثين، وكان ممّن قتل عثمان، وإنّما ذكرته لأنّ الذهبي ذكر عبد الرحمن بن ملجم لأنّ له إدراكاً، وينبغي أنّ ينزه عنهما كتاب الصحابة».
وقال العيني في عمدة القاري ٥: ٢٣١: «وقال ابن الجوزي: وقد صلّى كنانة ابن بشر أحد رؤوس الخوارج بالناس أيضاً..».
وبين جهجاه بن قيس الغفاري الرضواني قال ابن الأثير في أسد الغابة ١: ٣٠٩: «شهد مع النبيّ (صلي الله عليه و آله وسلم) بيعة الرضوان وشهد غزوة المريسع، وهو الذي تناول العصا من يد عثمان.. وهو يخطب فكسرها، فأخذته الآكلة في ركبته..».
وقال ابن شبة في تاريخ المدينة ٣: ١١١٢، والبلاذري في أنساب الأشراف ٦: ١٦١: «أنّ جهجاه الغفاري دخل على عثمان فأخذ منه عصا النبيّ (صلي الله عليه و آله وسلم) التي كان يتخصّر بها، فكسرها على ركبته، فأخذته الأكلة في ركبته، وكان جهجاه ممّن بايع تحت الشجرة ـ رضي اللّه تعالى عنه ـ ».
وبين زيد بن صوحان العبدي الصحابي الجليل الذي قال في حقّه النبيّ الأكرم (صلي الله عليه و آله وسلم): «يسبقه بعض جسده إلى الجنّة، ثُمّ يتبعه سائر جسده إلى الجنّة» الاستيعاب ٢: ٥٥٦، تعجيل المنفعة: ١٤٣.
وقال في الاستيعاب ٢: ٥٥٥: «وكان فاضلاً ديّناً سيّداً في قومه هو وإخوته».
قال الطبري في تاريخه ٣: ٣٨٦ وهو يتكلّم عن الرايات الخارجة على عثمان: «وعلى الرقاق زيد بن صوحان العبدي» .
وغير هؤلاء الكثير من فضلاء الصحابة والتابعين كمالك الأشتر وصعصعة بن صوحان وغيرهم ممّن انتفضوا لأجل الحقّ وثاروا ضد الباطل، لإقامة نصاب الأمور على مكانتها الأولى على عهد رسول اللّه‌ (صلي الله عليه و آله وسلم) والتي انتهت بقتل عثمان ودفنه في مقابر اليهود بعد منعهم من غسله ودفنه لمدّة ثلاث أيّام ومن ثُمّ منع من دفنه في البقيع.
فلا مقايسة أصلاً بين قتلة علي عليه السلام من الخوارج المارقين وقتله الحسين عليه السلام من الأدعياء وأبناء الطلقاء المستهترين وبين قتلة عثمان من الصحابة الأجلاّء المحترمين الذين صرّح النبيّ (صلي الله عليه و آله وسلم) بأنّ بعضهم في الجنّة.

نام کتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) نویسنده : التيجاني السماوي، محمد    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست