نام کتاب : التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة نویسنده : الكراجكي، أبو الفتح جلد : 1 صفحه : 64
الفصل السابع في أغلاطهم في العصمة
فمن عجيب أمرهم: أنّهم
ينكرون عصمة الأنبياء و الأئمّة عليهم السّلام عن سائر الأنام، و يقولون: إنّ هذه
العصمة إن كانت منهم جاز أن تقع في غيرهم فيساويهم في منزلتهم، و إن كانت من اللّه
سبحانه فقد جبرهم و اضطرّهم و لم يستحقّوا ثوابا على عصمتهم، و هم مع ذلك معترفون
بأنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله معصوم في التأدية و التبليغ، و معصوم عمّا سوى
ذلك من جميع كبائر الذنوب في حال نبوّته و قبلها، و أنّها عصمة اختيار يستحقّ
عليها الجزاء، و لا يساويه أحد من امّته فيها! و من عجيب أمرهم: إنكارهم لعصمة
الأئمّة و قولهم إنّها لا تقتضي الاختيار! و من العجب: قولهم: إنّ العصمة ثابتة لجميع
الامّة، منتفية عن كلّ واحد منها، مع علمهم بأنّ آحادهم جماعتها، و أنّها إذا كانت
مؤمنة بأجمعها كان الإيمان حاصلا لآحادها، و لو كفر جميعها لكان الكفر حاصلا مع
كلّ واحد منها، و قد قال أحد المعتزلة يوما و قد سمع هذا الكلام فرق بين العصمة و
ما ذكرت من الكفر و الإيمان، و ذلك أنّ ما ثبت لكلّ واحد منها فهو ثابت لجماعتها،
و ليس كلّما ثبت لجماعتها ثابت لكلّ واحد منها، فلذلك إذا آمن آحادها كان جميعها
مؤمنين،
نام کتاب : التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة نویسنده : الكراجكي، أبو الفتح جلد : 1 صفحه : 64