و من عجيب أمرهم:
اعترافهم بأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان مشفقا على[2] امّته، رؤوفا بمعتقدي[3] شريعته،
مجتهدا في مصالحهم، حريصا على منافعهم، لا يقف في ذلك دون غاية، و لا يقصر عن
نهاية، و بهذا وصفه اللّه تعالى في كتابه حيث يقول جلّ اسمه: [أعوذ باللّه من
الشيطان الرجيم] لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ
ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ[4]، ثمّ يزعمون
أنّه مع ذلك مضى من الدنيا و لم يختر لامّته [إماما]، و لا استخلف عليهم[5] رئيسا، و
عوّل عليهم في اختيار الإمام، و تقديمه على الأنام، مع علمه بأنّ اختيارهم لا يبلغ
اختياره، و رأيهم لا يلحق رأيه، إذ كان أبصر [منهم]