[فمن عجيب أمرهم: أنّهم
قد أجمعوا معنا على حسن الوصيّة] و فضلها و شرفها، و حميد فعلها، و أنّها [قد]
تكون في المال و الأهل و الولد، و جميع من[2]
كان يسوسه الموصي و يرعاه، و ما كان [يقوم] به و يتولّاه، و أنّ إهمالها تفريط، و
تركها تضييع، و في فعلها حسن نظر و احتياط، و جميل حزم و احتراز، و سمعوا في
القرآن ذكرها، و اعترفوا أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أمر بها، و حثّ عليها،
و رغّب فيها، و دعا إليها.
و رووا[3] عنه صلّى
اللّه عليه و آله أخبارا من جملتها [قوله عليه الصلاة و السلام]: «لا ينبغي
لامرىء مسلم أن يبيت ليلتين إلّا و وصيّته [مكتوبة عنده»[4].