نام کتاب : التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة نویسنده : الكراجكي، أبو الفتح جلد : 1 صفحه : 115
إلّا قاتل و خاذل، فنسب جميع المهاجرين و الأنصار إلى الكفر و
النفاق، و تخلّف عن الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام، ثمّ خرج مع
قتيبة بن مسلم في جند الحجّاج إلى خراسان.
و من عجيب أمرهم: دعواهم
محبّة أهل البيت عليهم السّلام مع ما يفعلون يوم المصاب بالحسين عليه السّلام من
المواظبة على البرّ و الصدقة، و المحافظة على البذل و النفقة، و التبرّك بشراء ملح
السنة، و التفاخر بالملابس المنتخبة، و المظاهرة بتطيّب الأبدان، و المجاهرة
بمصافحة الإخوان، و التوفّر على المزاورة و الدعوات، و الشكر من أسباب الأفراح و
المسرّات، و اعتذارهم في ذلك بأنّه يوم ليس كالأيّام، و أنّه مخصوص بالمناقب
العظام، و يدّعون أنّ اللّه عزّ و جلّ تاب فيه على آدم فكيف وجب أن يقضي فيه حقّ
آدم فيتّخذ عيدا، و لم يجز أن يقضي حقّ سيّد الأوّلين و الآخرين محمّد خاتم
النبيّين صلّى اللّه عليه و آله في مصابه بسبطه و ولده، و ريحانته و قرّة عينه، و
بأهله الذين أصيبوا، و حريمه الذين سبوا و هتكوا، فتجهد فيه حزنا و وجدا، و يبالغ
عملا و كدّا، لو لا البغضة للذرّيّة التي تتوارثها الأبناء عن الآباء؟! و من عجيب
ما سمعته: أنّهم في المغرب بمدينة قرطبة يأخذون في ليلة العاشوراء رأس بقرة ميّتة،
و يجعلونه على عصا، و يحمل و يطاف به الشوارع و الأسواق، و قد اجتمع حوله الصبيان
يصفّقون و يلعبون، و يقفون به على أبواب البيوت و يقولون:
يا مسي المروسة
، أطعمينا المطنفسة
-
يعنون القطائف- و أنّها تعدّ لهم، و يكرّمون و يتبرّكون بما يفعلون.
و حدّثني شيخ بالقاهرة
من أهل المغرب كان يخدم القاضي أبا سعيد ابن العارفي رحمه اللّه أنّه كان ممّن
يحمل هذا الرأس في المغرب و هو صبيّ في ليلة عاشوراء،
نام کتاب : التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة نویسنده : الكراجكي، أبو الفتح جلد : 1 صفحه : 115