نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 82
قال الدليمي :
«
إنَّ الطعن فيهم ... مدعاة لتفريق المسلمين وإلقاء العداوة والبغضاء في صفوفهم كما هو مشاهد »[١].
أقول :
إنّ الاستناد إلىٰ الكتاب
والسُنّة في بيان واقع الأصحاب ، وما هم عليه من تباين في الصفات لا يعدّ
طعناً ، والمعترض علىٰ ذلك إنّما يعترض ـ في واقع الأمر ـ علىٰ الكتاب
والسُنّة ، وهو ردّ صريح لهما لا يرضاه المؤمن لنفسه ، ولكن تبقىٰ مهمّة
العلماء والكتّاب المنصفين في بيان الحقيقة كما هي للمسلمين ، وإعطاء كلّ
ذي حقّ حقّه ، وإنقاذ المسلمين من تلك النظرة العشوائية الّتي تعمل علىٰ
خلط الأوراق وتضييع الحقائق ، والّتي تعدّ من مخلفات الهيمنة الأموية علىٰ
المسلمين [٢].
فإذا قام العلماء والكتّاب
[٢] قال ابن عرفة ، المعروف
بـ : « نفطويه » ـ وهو من أكابر المحدّثين وأعلامهم ـ في تاريخه
: إنّ أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيّام بني أُميّة
; تقرباً إليهم بما يظنّون أنّهم يرغمون به أُنوف بني هاشم ..
ويدلّ علىٰ ذلك كتاب
معاوية إلىٰ عمّاله الّذي جاء فيه : إنّ الحديث في عثمان قد كثر وفشا في
كلّ مصر ، وفي كلّ وجه وناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلىٰ
الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأوّلين ، ولا تتركوا خبراً
يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلاّ وائتوني بمناقض له في الصحابة
مفتعلة ; فإنّ هذا أحبّ إليَّ ، وأقرّ لعيني ، وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته
، وأشدّ إليهم من مناقب عثمان وفضله.
فُقرئت كتبه علىٰ الناس
، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة
نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 82