نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 74
والتدبّر والتفكّر
لهم ، وقد منّ عليهم بإرسال الأنبياء وإنزال الكتب وتسخير العلماء لتعليمهم وتهذيبهم ؟!
ومع هذا قال سبحانه وتعالىٰ بحقّ
عباده هؤلاء : (وَأَكْثَرُهُمْ
لِلْحَقِّ كَرِهُونَ)[١] ، وقال : (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللهِ إِلاَّ
وَهُم مُّشْرِكُونَ)[٢]
، وقال عزّ اسمه : (وَقَلِيلٌ
مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)[٣]
...
إلىٰ غيرها من الآيات الدالّة
علىٰ تخلّف العباد عن مراد المولىٰ سبحانه وعدم استقامتهم لما ندبهم للسير
عليه ; فهل يكون الطعن فيهم طعن في الخالق سبحانه ، مع أنّه سبحانه ـ وهذا
ثابت بدلالة العقل والنقل ـ لم يقصّر مع عباده قيد أُنملة ؟
إنّ هذا في الواقع تهافت من التفكير ، وإلغاء
للحجّة مع تمام المحجّة ; إذ لا تلازم بين الاثنين كما ترىٰ ، فهل يشكّ أحد ـ مثلاً ـ في إخلاص نبيّ الله نوح عليهالسلام
ـ وهو شيخ الأنبياء ـ في إعداده وتربيته لابنه ، ومع هذا قد حصل الانحراف
من الابن ، بل بان هذا الانحراف واشتهر حتّىٰ صرّح المولىٰ سبحانه بحقّه : (إِنَّهُ
عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)[٤].
فادّعاء الملازمة بأنّ الطعن في التلميذ
يستلزم الطعن في المعلّم هذا الأمر لا وجه له ، بل ترد عليه اشكالات لا مخرج منها ، كما تقدّم.
وبعد هذا فلينظر الكاتب إلىٰ أقوال
النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
في أصحابه ، ممّا رواه أهل السُنّة في كتبهم ..