نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 60
قالوا : يا رسول الله! الشهداء الّذين
استشهدوا مع الأنبياء ؟
قال : « هم كذلك ، وما يمنعهم وقد
أكرمهم الله بالشهادة ».
قالوا : فمَن يا رسول الله ؟!
قال : « أقوام في أصلاب الرجال يأتون من
بعدي ، يؤمنون بي ولم يروني ، ويصدّقوني ولم يروني ، يجدون الورق المعلّق فيعملون بما فيه ، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيماناً » [١].
وأخرج مثله : القرطبي في تفسيره ، والبيهقي
في الدلائل
، والأصبهاني في الترغيب
، والطبراني ، وابن أبي شيبة ، وابن عساكر ، وأحمد ، والدارمي ، والبخاري في تاريخـه بأسانيدهم ; فراجع ثمّة !
أما قولـه تعالىٰ : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ
ـ إلىٰ قوله ـ ذَٰلِكَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ، فهو يدلّ
علىٰ أنّ الله سبحانه
راضٍ عن السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ، وقد أخبرنا سبحانه ـ في
آيات أُخرىٰ من كتابه الكريم ـ أنّه لا يرضىٰ عن القوم الفاسقين ، كما لا
يرضىٰ عن المرتدّين عن دينهم ; قال تعالىٰ : (وَمَن
يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[٢] ..
ومقتضىٰ الجمع بين الآيات
المباركة يستلزم القول : إنّ الإقرار بعدالة المذكورين بالآية المباركة ـ
الآية ١٠٠ من سورة التوبة ـ ثابت إلاّ مَن ثبت كفره أو ارتداده أو فسقه ،
فنخرجه منهم جمعاً بين الأدلّة ، وليس في ذلك تنقيصٌ لأحـد ، أو بخسٌ لفضله
؛ إذ لا يمكن لأحـد أن يقول : إنّ الصحابي