نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 54
وقرأت
في القرآن آيات يصعب عدّها ، في مدحهمّ والترضّي عنهم والشهادة لهم بالجنّة ، منها :(وَالسَّابِقُونَ
الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)التوبة ـ ١٠٠.
ومنها
: قوله :(لَّقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ
يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ
وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)الفتح ـ ١٨ ، وكانوا
ألفاً وأربعمائة ، منهم الخلفاء الراشدون وبقيّة العشـرة المبشَّـرة بالجنّة ، قال عنهم النبيّصلىاللهعليهوسلم : ( كلّهم مغفور له ) ... »[١].
أقول :
نحن نسلّم أنّ أُمّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في زمانه
وبعده خير أُمّة ، كما نصّ الكتاب العزيز ، كيف لا ؟! وفيها أهل البيت عليهمالسلام
، والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان ...
فهؤلاء هم المخاطبون في الآية ، وأمّا الكفّار والمنافقون والفاسقون فهم
شرّ أُمّة ولا يمكن وصفهم بالخيرية أبداً ..
فقوله تعالىٰ : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) لا يدلّ
بالضرورة علىٰ خيرية جميع الصحابة ; لأنّ من الأصحاب مَن كان ظاهر النفاق ومنهم مَن كان مبطنه ، وقد أخبر الله تعالىٰ عنهم نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ)[٢]
، فلا يمكن أن يكون هؤلاء المنافقون من الأخيار وإنّما المراد