فلم
يلجئك إلىٰ مَن يشفع لك إليه ، فادعوه فإنّه قريب مجيب لا يحتاج إلىٰ وسيط »[٢].
أقول :
قد لا توجد حاجة للتعليق علىٰ كلام
الكاتب هنا ; لأنّ الشفاعة الاقتراحية من الناس مرفوضة كتاباً وسُنّةً ، وقد ذكرتُ في كتاب حقيقة الوهابية في الجزء الأوّل منه ، في الفصل الخاصّ
بالشفاعة ، جميع ما يتعلّق بهذا الموضوع ..
وقد قسّمت هناك ـ استناداً إلىٰ القرآن
الكريم ـ الشفاعة إلىٰ قسمين : قسم عادل وصحيح ، وآخر ظالم وغير صحيح ،
وقلت ـ بعد ذكر الآيات القرآنية المتعلّقة بموضوع الشفاعة ـ : المستفاد من
مجموعها أنّ الشفاعة ثابتة لله تعالىٰ أصالة وهو المالك لها ، وتكون لغيره
بإذنه ورضاه ، وهي لا تكون يوم القيامة إلاّ لمَن ارتضاه الله تعالىٰ وأذن
له بالشفاعة.
وهذا هو الّذي تقتضيه القواعد العقلية ;
لانحصار مالكية كلّ شيء فيه تعالىٰ ، وجميع تلك الآيات المباركة تدلّ علىٰ عدم ثبوتها لغيره عزّ
وجلّ اقتراحاً من الناس ومن دون مشيئة الله وارتضائه ؛ فتحمل الآيات النافية للشفاعة علىٰ الشفاعة الاقتراحية للناس.
فإنّ للشفاعة أقساماً ، منها : ظالم
وغير صحيح ، ولا وجود لهذا القسم